يُعتبر أسبوع المناخ، الذي عُقد على هامش الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من 22 إلى 29 سبتمبر، منصة حيوية جمعت قادة العالم وصناع القرار لمناقشة التحديات المناخية، وتعزيز الجهود العالمية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقد شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الأسبوع بشكل متميز، حيث أظهرت التزامها القوي بمواجهة تغير المناخ وتعزيز الاستدامة البيئية على الصعيدين الإقليمي والدولي، انعكاساً لرؤيتها الشاملة التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030، والذي تجلى في التزامها بإطلاق وتنفيذ العديد من المبادرات مثل «استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050»، و«استراتيجية الطاقة 2050»، بما يحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
وخلال مشاركة فريق رئاسة «كوب28» في الدورة 79 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأسبوع المناخ، دعا معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف «كوب28» كافة الدول إلى إعداد مساهمات محددة وطنياً تساهم في تحقيق تقدم نوعي في العمل المناخي العالمي، خلال هذا العقد المهم، وتقديمها قبل الموعد النهائي المحدد في فبراير 2025. وقال معاليه إن زيادة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات تعد عامل تمكين أساسيّاً للجهود العالمية الهادفة للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، وتعزيز الرفاه للجميع بصورة مستدامة، وعدم ترك أحد خلف الرَكب.
وقد شهدت المشاركة الفعالة لدولة الإمارات، خلال أسبوع المناخ، مشاركة رزان المبارك في إطار دورها كرائدة للأمم المتحدة في مجال المناخ، خلال مؤتمر الأطراف «كوب28»، ودعمت اتخاذ إجراءات مناخية طموحة وتعزيز العمل المشترك متعدد الأطراف، في الوقت الذي أكدت فيه حزمة من الأولويات الرئيسة لدولة الإمارات، ومنها تعزيز العلاقة بين المناخ والطبيعة، وتسريع تدفق التمويل اللازم لحماية البيئة والشعوب الأصلية، وضمان مشاركة الفئات المهمشة، وتفعيل أصواتها في الدبلوماسية المناخية، ما يسهم في تضمينها في عملية صنع القرارات المتعلقة بتغير المناخ ضمن إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية. وفي 26 سبتمبر، شاركت في استضافة جلسة نقاشية بعنوان «من كوب28 إلى كوب30.. ضمان استفادة الشعوب الأصلية من التمويل المناخي»، في مقر البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بالتعاون مع نيجار أرباداراي، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف «كوب29».
وقد ضمت الفعالية المغلقة أبرز الحكومات المانحة، وعدداً من ممثلي مؤسسات التمويل ومجتمعات الشعوب الأصلية لمناقشة آليات تقديم التمويل بشكل أسرع وأكثر دقة. وجاءت أهمية هذه الفعالية، نظراً إلى أن قيمة التمويل البالغة 1.7 مليار دولار والمخصص لهذا المجال، والذي تعهدت به الدول في مؤتمر«كوب26» في غلاسكو تنتهي مدته بحلول مؤتمر «كوب30».
في نهاية أسبوع المناخ، أعلنت دولة الإمارات وجمهورية غانا، إبرام شراكة بقيمة 30 مليون دولار، لدعم التنمية المجتمعية القائمة على الطبيعة وحلول المناخ، مع تحديد مجالات الاستثمار الأولية في هذا المجال، حيث وقعت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وصموئيل أبو جينابور، وزير الأراضي والموارد الطبيعية في غانا، خطاب نوايا بين الدولتين، بحضور رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف «كوب28» ورئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. وقد توجت مشاركة دولة الإمارات في أسبوع المناخ بتكريم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، 9 من الشخصيات العالمية البارزة، ومنحهم «وسام زايد الثاني» من الطبقة الأولى، تقديراً لإسهاماتهم في إنجاح مؤتمر الأطراف «كوب28» الذي استضافته دولة الإمارات في أواخر العام الماضي.
وأشاد سموه بمساهماتهم الفعالة التي ساعدت في تحقيق استجابة طموحة وشاملة لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس. كما أعرب سموه عن شكره لهم على جهودهم التي أسهمت في تنفيذ خطة عمل رئاسة «كوب28» بفعالية، والتوصل إلى «اتفاق الإمارات التاريخي».
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.