في محاولة لاستعادة ذاكرة الحرب الباردة، يتهيأ المتحف الوطني لاسكتلندا في إدنبرة لتنظيم معرض «اسكتلندا في زمن الحرب الباردة»، لتعريف الجمهور الذي لم يعش معظم أفراده أجواءَ حقبة الحرب الباردة كيف أثَّر ذلك الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على الاسكتلنديين طوال عقود من الزمن. واسكتلندا واحد من أربع كيانات تشكل المملكة المتحدة، القوة العظمى الرئيسة قبل بزوغ الولايات المتحدة الأميركية التي هي وريثها، ثم شريكها في الحرب الباردة وفي إقامة حلف شمال الأطلسي (الناتو). «حتى الغرفة الأكثر أماناً في منزلك ليست آمنة بما فيه الكفاية».. جاء هذا التحذير المخيف ضمن كُتيب «الحماية والبقاء»، وهو دليل إرشادي أصدرته الحكومة البريطانية أثناء الحرب الباردة لتقديم المشورة للمدنيين حول ما يجب القيام به حال وقوع هجوم نووي. وإلى ذلك، يقدّم المعرضُ معلومات مهمة حول التوتر الذي كان عليه الموقف بين واشنطن وموسكو خلال فترة الحرب الباردة، بدايةً من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكيف تصاعد سباقُ التسلح النووي بين الكتلتين الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة والاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفييتي. وفي ذلك الخضم، استضافت اسكتلندا وجوداً عسكرياً أميركياً كان مرئياً على نحو واضح في مواقع مختلفة مثل قاعدة الغواصات في بحيرة هولي في أرغيل، ومن هنا قد يتفاجأ الجمهور عندما يكتشفوا من خلال المعرض أن اسكتلندا كانت خطاً أمامياً في الحرب الباردة، لاسيما بعد إنشاء «الناتو»، حيث جعلت منها تضاريسها موقعاً استراتيجياً بالغ الأهمية لمراقبة الشرق. عند دخول «اسكتلندا في زمن الحرب الباردة»، يرى الزوارُ شاشةً تعرض لقطات إخبارية ومقاطع لقادة مثل ونستون تشرشل. وعلى جدران جانبي المعرض هناك اقتباسات تتضمن تنبؤ الكاتب جورج أورويل في مقال نشرته مجلةٌ عام 1945 بأن العالم المسلح نووياً من شأنه أن يخلق «سلاماً ليس سلاماً».

وهناك أجزاء أخرى من المعرض تبدو كما لو أنها مصممة لإثارة القلق: بدلة تمويه مزودة بقناع غاز، وخريطة لاسكتلندا مرسومة يدوياً لإظهار الأهداف المحتملة للهجوم النووي، وأنماط التعرض للإشعاع المتوقع إذا تم ضرب هذه المواقع، ونظرة حول نظام إنذار مبكر على مستوى المملكة المتحدة من شأنه إعطاء تحذير خلال أربع دقائق فقط من الهجوم. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)