في يوم المرأة الإماراتية، الذي يصادف 28 أغسطس من كل عام، نستعرض بفخرٍ دور المرأة الإماراتية في دبلوماسية المناخ، والاتفاقيات الدولية البيئية. ويأتي هذا الاحتفاء في إطار إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- 2023 عاماً للاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت شعار «اليوم للغد»، وتمديد المبادرة لتشمل العام الجاري (2024)، وذلك بهدف إبراز جهود الدولة في معالجة تحديات الاستدامة عبر البحث عن حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والتغير المناخي.
وتتمتع المرأة الإماراتية بمساحة واسعة للمشاركة في صياغة التشريعات البيئية، وتنفيذها، وحققت تقدماً ملحوظاً في المجال القانوني، وباتت تشغل مناصب قيادية في المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بالبيئة، وتسهم بفاعلية في تطوير الأطر القانونية لحماية البيئة ومكافحة التغير المناخي، ما يعكس إيمان القيادة الإماراتية بأهمية مشاركة المرأة في صنع القرارات البيئية.
وعلى صعيد دبلوماسية المناخ، التي تُعد إحدى أهم الأدوات التي تستخدمها دولة الإمارات لتحقيق أهدافها البيئية، تضطلع المرأة الإماراتية بدور متميز في هذه الدبلوماسية، إذ تسهم في بناء الشراكات الدولية، وتعزيز التعاون في مجال المناخ. وقد احتلَّت إماراتيات عدَّة مواقع قيادية في دبلوماسية المناخ، وكنَّ من بين أبرز المفاوضين في مؤتمرات الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التي يُطلق عليها (COP).
وبرزت المرأة الإماراتية قوةً دافعةً في الاتفاقيات الدولية البيئية، ومثال ساطع على ذلك هو رزان المبارك، التي انتُخبت رئيساً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في سبتمبر 2021، وأصبحت بذلك ثاني امرأة تتولى رئاسة الاتحاد، وأول رئيس من غرب آسيا، وأدت دوراً حيويّاً باختيارها «رائدة الأمم المتحدة للمناخ» في فريق قيادة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28).
وأسهمت رزان المبارك، بصفتها العضو المنتدب لهيئة البيئة–أبوظبي، في توجيه دولة الإمارات نحو مستقبل أكثر استدامة، إذ وافقت حكومة أبوظبي على مضاعفة مساحة المناطق البرية المحمية، واعتمدت خطة لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 42 في المئة بحلول عام 2030، وأدارت مشروع إعادة توطين المها الأفريقي «أبو حراب» في تشاد أيضاً، ما أعاد هذا النوع المعرَّض للانقراض في البرية إلى بيئته الطبيعية.
وكذلك برزت إماراتيات كثيرات في فريق المفاوضين بمؤتمر الأطراف (COP28)، إذ كُنَّ من صنَّاع القرار في صياغة الاتفاق النهائي، ومن هؤلاء نذكر الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، التي كانت مسؤولة عن ملف التمويل، وأسهمت بشكل حاسم في تأمين التزامات مالية جديدة لدعم الدول النامية في جهود التكيف مع تغير المناخ.
وفي الختام يمكن القول، إن دور المرأة الإماراتية في دبلوماسية المناخ والاتفاقيات الدولية البيئية يعكس التزام دولة الإمارات تحقيقَ الاستدامة والتوازن البيئي. وتواصِل الإماراتيات -بفضل إسهاماتهن المتميزة، وشجاعتهن في مواجهة التحديات- تقديم نماذج ملهمة للقيادة والعمل الجاد من أجل مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة، ويوم المرأة الإماراتية ليس احتفاءً بإنجازاتهن فقط، بل هو أيضاً تأكيد لكونهن جزءاً لا يتجزأ من مسيرة التقدم والابتكار التي تتبناها الدولة بكل فخر واعتزاز.

*مستشار قانوني في إدارة الشؤون القانونية- قسم التشريعات والشؤون الحكومية