تُعدُّ المرأة الإماراتية مثالاً حيّاً للتمكين والريادة في مختلف المجالات، فقد أثبتت مكانتها ودورها الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، وحققت إنجازات كبيرة على امتداد السنوات، وأصبحت رمزاً للريادة والتفوق في مختلف المجالات. ومع احتفال دولة الإمارات بيوم المرأة الإماراتية، في 28 أغسطس من كل عام، تأتي هذه المناسبة لتسلط الضوء على إنجازات المرأة الإماراتية، وإسهاماتها المستمرة في المجتمع.
حققت المرأة الإماراتية ريادة منقطعة النظير في مجال التكنولوجيا والابتكار، إذ كان لها دور مهم في دعم هذا القطاع الحيوي وتطويره. وقد شهِدت دولة الإمارات تقدماً ونموّاً ملحوظَين، وتحولاً استثنائيّاً في القطاع التكنولوجي، وكانت المرأة الإماراتية في قلب هذا التحول عن طريق شغلها مواقع قيادية، وانخراطها في تخصصات علمية وتقنية متعددة، فقد أسهمت في دفع عجلة الابتكار، وتحقيق تقدم ملموس في مجالات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء. ولا تُعدُّ هذه التقنيات محركات اقتصادية فقط، بل أدوات رئيسية لتحقيق الاستدامة أيضًا، سواء عن طريق تحسين كفاءة الطاقة، أو إدارة الموارد بطريقة أكثر فاعلية.
ويبرز الدور الكبير للنساء الإماراتيات بتوليهنَّ مناصب مهمة في مشروعات التكنولوجيا المتقدمة، التي تهدف إلى إيجاد حلول مجتمعية مختلفة في مجالات عدة، ويتجلى ذلك بوضوح في قيادة معالي الدكتورة سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، الفريق المسؤول عن إرسال مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ في يوليو 2020، وقد تميز هذا الفريق بمشاركة كبيرة للنساء، إذ شكَّلت المهندسات والعالمات 34 في المئة منه، ما يعكس الأهمية الكبيرة لإسهامات المرأة في تحقيق إنجازات علمية وتكنولوجية رائدة.
ومن الجدير بالذكر أن المرأة الإماراتية كانت لها مشاركات حقيقية في تطوير التكنولوجيا، إذ تقود بعض الإماراتيات فِرقاً بحثية في جامعات ومراكز دراسات رائدة، ويسهمن في تطوير حلول تقنية مبتكرة لمشكلات في مجالات متعددة. وتبرز الدكتورة ابتسام المزروعي بصفتها أحد الأمثلة البارزة للقيادات النسائية، فهي رئيسة مبادرة الأمم المتحدة «الذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة، وشغلت منصب المدير التنفيذي وكبير الباحثين بالإنابة في وحدة الذكاء الاصطناعي بمعهد الابتكار التكنولوجي في دولة الإمارات، وقدمت إسهامات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقادت مشروعات متنوعة تهدف إلى تسخير هذه التكنولوجيا لحل تحديات معقدة، ما يعزز مكانة دولة الإمارات في مجال التكنولوجيا المتقدمة على المستوى العالمي.
وإضافةً إلى ذلك تؤدي المرأة الإماراتية دوراً حاسماً في تعزيز التعليم التقني للأجيال المقبلة، عن طريق المبادرات التعليمية والبرامج الأكاديمية التي تدعم التعليم في مجالات التكنولوجيا والهندسة، وهناك جهود كثيرة تُبذَل لتمكين جيل جديد من النساء، لكي يصبحن رائدات في هذا المجال.
وختاماً تسهم المرأة الإماراتية بشكل كبير في تطوير القطاع التقني، ويعزز دورها في هذا المجال قدرة دولة الإمارات على تحقيق أهداف الاستدامة، ورؤيتها ذات الصلة بها. وتؤكد المشاركة الفعَّالة للمرأة الإماراتية في تطوير التقنيات الجديدة والابتكارات أهمية دورها في بناء مستقبل تقني للدولة والعالم، فالمرأة الإماراتية قدوة، وقوة دافعة وراء التطور التقني، وهو ما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من رؤية دولة الإمارات لمستقبل مستدام.
*معلمة مادة التصميم الإبداعي والابتكار في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي.