يُعدُّ يوم المرأة الإماراتية، الذي تحتفل به دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم، مناسبة وطنية للاحتفاء بالمكاسب التي حققتها المرأة الإماراتية بفضل القيادة الرشيدة، والدعم المستمر من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
ويعكس احتفال دولة الإمارات بهذه المناسبة التزامها الراسخ بدعم المرأة وتمكينها في جميع جوانب الحياة، وتُعد هذه المناسبة فرصة لاستعراض الإنجازات البارزة التي حققتها المرأة الإماراتية في شتى المجالات، ولتأكيد الدور المحوري الذي تلعبه في مسيرة التنمية المستدامة بالدولة. وتدرك دولة الإمارات بشكل مطلق أن تمكين المرأة هو جزء لا يتجزأ من تحقيق أهدافها المستقبلية، ويأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية تأكيداً على التزام الدولة بالتعزيز المستدام لدور المرأة وحضورها على كل المستويات.
وفي الواقع، فإن تمكين المرأة كان محور اهتمام دولة الإمارات منذ تأسيسها عام 1971، حيث أدرك القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أهمية دور المرأة في بناء المجتمع، وقد قال في هذا الصدد: «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها المتميز في المجتمع، ويجب ألا يُعيقنا شيء عن تقديم كل ما يمكن تقديمه لها»، وتعكس هذه الكلمات رؤية راسخة لدعم المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف المجالات، ما جعلها شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية والتطور.
وقد شملت عملية تمكين المرأة الإماراتية المجالات كافة، ومنها العمل الدبلوماسي، حيث برزت في هذا المجال بشكل قوي وأصبحت تمثل جزءاً حيويّاً من الدبلوماسية الإماراتية ومراكز صنع القرار. وذلك بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، وتشغل النساء الإماراتيات اليوم مناصب رفيعة في السفارات والبعثات الدولية، وتشاركن بفاعلية في المحافل العالمية. وفي المجال السياسي وبشكل خاص المشاركة السياسية، تشكل النساء 50% من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، ما يعكس التزام الإمارات بالمساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة في قيادة مستقبل الدولة والمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة.
وتولي قيادتنا الرشيدة أهمية خاصة لتطوير الاستراتيجيات المرتبطة بتمكين المرأة، ويقوم الاتحاد النسائي بدور رائد في هذا الصدد. وقد بدأ وضع هذه الاستراتيجيات في وقت مبكر، إذ أُطلقت الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2002. كما تُعدُّ استراتيجية تمكين المرأة 2015-2021 من أبرز المبادرات التي أطلقها الاتحاد النسائي العام، وهناك كذلك السياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة للأعوام 2023- 2031.
وتتمحور استراتيجية تمكين المرأة للأعوام 2023- 2031، حول أهداف عدة، ومن أبرزها خلق أسرة مترابطة ومتماسكة، وإدماج المرأة في سوق العمل، وتطوير قدرات المرأة الإماراتية وتعزيز مهاراتها المستقبلية، عبر ممكّنات عدة من أهمها: تطوير البيئة التشريعية والتنظيمية، وتعزيز العمل المؤسسي والشراكات على المستوى الوطني والدولي.
وتسعى دولة الإمارات إلى نقل تجربتها الرائدة في تمكين المرأة إلى العالم، من خلال التعاون الدولي والمشاركة الفعّالة في المنتديات العالمية المعنية بقضايا المرأة. ومن المهم في هذا السياق الإشارة إلى أن الإمارات تبوأت مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية فيما يخص مكانة المرأة، منها إذ شغلت المركز الأول عالمياً في تمثيل المرأة في البرلمان لعامي 2020 و2021، والمرتبة الأولى إقليميّاً والسابعة عالميّاً في مؤشر المساواة بين الجنسين 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. كما تصدرت الإمارات الدول العربية في تقرير الفجوة بين الجنسين لعام 2022، واحتلت المركز الأول عالمياً في 30 مؤشراً للتنافسية العالمية مرتبطاً بالمرأة خلال عامي 2022 و2023.
إن يوم المرأة الإماراتية هو مناسبة وطنية تعكس التزام الإمارات بدعم وتمكين المرأة، وتسليط الضوء على دورها الحيوي في بناء المستقبل، كما يُعد فرصة للتأكيد على القيم الراسخة التي تقوم عليها الرؤية التنموية لدولة الإمارات، والمتمثلة في تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة كشريك أساسي في مسيرة التنمية المستدامة.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية