قصص السيدات المشاركات في أولمبياد باريس 2024 مكتنزة بإنجازات إنسانية تتفوق بكثير على إنجازاتهن الرياضية. هذه القصص تضيف بُعداً أكثر عمقاً وإلهاماً لجهود هؤلاء السيدات الرياضيات.
بعض الأمثلة البارزة، قصة لاعبة كرة السلة السورية رهف الحسن، حيث فرّت من الحرب في سوريا، وتركت أسرتها، لكنها لم تستسلم ووصلت إلى أولمبياد باريس لتمثّل بلدها. وقصة البطلة الأفغانية زهرة يعقوبي في رياضة المصارعة، إذ واجهت تهديدات خلال مشوارها إلى هذه المنافسات الدولية. وقصة العداءة الجزائرية أسماء مرابط التي تغلّبت على إعاقتها الحركية لتصبح بطلة أولمبية في رياضات المشي. وأخيراً، قصة لاعبة الكاراتيه الكويتية سارة العنزي التي تمكنت من المشاركة رغم معاناتها من مرض نادر.
هذه القصص، وغيرها تجسّد إرادة النساء الرياضيات وصمودهن في مواجهة الصعاب والتحديات. إنها قصص إلهام وأمل تتخطى نتائج المنافسات الرياضية، وتؤكد القيم الإنسانية الرفيعة. لقد واجه بعض السيدات المشاركات في أولمبياد باريس 2024 تحديات على مسار تحقيق أحلامهن الرياضية، أبرزها: التمييز والتحيز الجندري، حيث تعرضن لعقبات وتحديات في الوصول للتدريب والتمويل إلى الانتقادات والتهميش في مجتمعاتهن. ضغوط المجتمع على الرياضيات وصعوبة الجمع بين حياتهن المهنية والأسرية.
وتواجه السيدات تداعيات الحروب والنزاعات السياسية، مثل قصة لاعبة كرة السلة السورية رهف الحسن وفرارها من الحرب، وقصة المصارعة الأفغانية زهرة يعقوبي ومواجهتها للتحديات في بلادها، إضافة إلى التحديات التي تواجههن في إمكانية التدريب والمشاركة الدولية في المسابقات الرياضية.
وتأتي الأمراض تحدياً آخر أمام لاعبات الأولمبياد، كقصة العداءة الجزائرية أسماء مرابط، وتغلبها على إعاقتها الحركية، وقصة لاعبة الكاراتيه الكويتية سارة العنزي، ومعاناتها من مرض نادر، لكن هذه التحديات لم تمنعهن من تحقيق أحلامهن في تحقيق إنجاز رياضي في أولمبياد باريس، كانت حافزاً لهن لإثبات ذواتهن وتمكين المرأة في الرياضة.
إنها قصص إلهام وصمود يستحق الاحتفاء بها. ومن بين التحديات التي تواجه الرياضيات: التمييز الجندري والتحيزات الاجتماعية حيث تواجه بعض النساء الرياضيات عراقيل في الحصول على فرص التدريب والتمويل المناسبة، مقارنة بنظرائهن الرجال. إضافة إلى مواجهتهن عدداً من الضغوط الاجتماعية للابتعاد عن الرياضة، والتركيز على أدوارهن التقليدية كزوجات وأمهات. ومن أجل تشجيع المشاركة في الأولمبياد، ينبغي إنشاء المزيد من مرافق التدريب المناسبة للنساء، وتوفير معدات رياضية تلائم احتياجاتهن. ويتطلب الأمر أيضاً ضمان توفير المزيد من الرعاية الصحية والتأهيل البدني اللازمين للاعبات، وتطوير سياسات وقوانين تكافح التمييز الجندري في المجال الرياضي، وتدشين برامج منح، وتقديم دعم مالي موجّه خصيصاً للرياضيات، وتوفير فرص تدريب وتطوير المهارات للنساء العاملات في الإدارة والتحكيم الرياضي.
وإطلاق حملات توعية للتصدي للتحيزات الثقافية والنمطية تجاه المرأة في الرياضة، وتعزيز دور القدوات والسفيرات الرياضيات لإلهام الفتيات الصغيرات، واستحداث مناهج تعليمية تركز على إنجازات النساء الرياضيات، وأهمية المساواة الجندرية. ولا شك أن تشجيع المشاركة في الأولمبياد، يتطلب تعزيز التعاون الدولي لتبادل الخبرات في دعم الرياضيات، من خلال إنشاء شراكات بين الحكومات والقطاع الخاص لتوفير المزيد من الفرص للنساء الرياضيات، وتخصيص جوائز ومنح دراسية، لتشجيع المواهب الرياضية النسائية.
*كاتبة سعودية