تركز دولة الإمارات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي من شأنها تمكين الوصول إلى الطاقة النظيفة والحصول على غذاء كاف بأسعار معقولة، والتعليم ذي الجودة، والرعاية الصحية، والنمو الاقتصادي المستدام، والأنظمة البيئية السليمة، وزيادة كفاءة الموارد، بوصفها جميعاً قضايا يتردد صداها بقوة في دولة الإمارات، كما تعهدت دولة الإمارات بألا تترك أحداً خلف الركب وبالانتقال بالعالم إلى مسار مستدام ومرن. أهداف التنمية المستدامة هي مجموعة من 17 هدفاً مترابطاً صُممت لتشكل خريطة طريق لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة لكافة البشر. وأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 والمراد تحقيقها بحلول عام 2030 هي جزء من قرار للأمم المتحدة والذي يسمى جدول أعمال.

ومن تلك الأهداف: المياه النظيفة والنظافة الصحية - من أكبر المخاوف التي تهدد العالم هي الأزمات المائية، وتعتبر الإمارات واحدة من أكثر المناطق ندرة في المياه في العالم، ولتحقيق الهدف السادس من أهدف التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة تم إطلاق «استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036»، هي أول استراتيجية موحدة للأمن المائي على مستوى الدولة تركز على مبادرات مثل إطلاق برنامج إدارة الطلب على الطاقة والمياه التي تعد خطة تهدف إلى خفض مستويات الطلب على الطاقة والمياه والتركيز على كفاءة استخدامهما.

ومن بين أهداف التنمية المستدامة الحصول على طاقة نظيفة بأسعار معقولة، يركز هذا الهدف على ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة بتكلفة ميسورة، وتشمل التحديات وجود نظام للطاقة يمتاز بالمرونة يشمل نظام توليد الطاقة الكهربائية حسب الطلب والتخزين وإدارة الطلب على الطاقة والربط الشبكي من خلال تركيب الألواح الشمسية والتشجيع على الاعتماد على الطاقة النظيفة في كل القطاعات.

وتشمل أهداف التنمية المستدامة ضمان المساواة، وضمن هذا الإطار، يأتي تمكين أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع من خلال توفير فرص التعليم لهم وتطوير مراكز الرعاية والتأهيل لأصحاب الهمم، بالإضافة إلى حمايتهم من الإساءة، وكذلك إطلاق السياسة الوطنية لكبار السن التي تهدف إلى تحسين الحياة النوعية لمن هم أكبر من 60 سنة. ومن بين أهداف التنمية المستدامة، يأتي هدف تدشين مدن ومجتمعات مستدامة، تراعي الموارد وتحافظ على البيئة للأجيال القادمة، وعليه يعتبر هذا الهدف من النقاط المهمة، وتعتبر الإمارات من الدول التي تولي اهتماماً كبيرا بهذا الجانب كمشروع الإمارات للخطة الشاملة التوافقية، الذي يهدف إلى وضع خطة متكاملة طويلة الأمد لوضع سياسات وخريطة طريق للدولة تضم في بنودها محاور بيئية وحضرية واقتصادية واجتماعية. ويأتي العمل المناخي، ضمن أهداف التنمية المستدامة، ويتطلب إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره، تشمل اعتماد الخطة الوطنية للتغير المناخي 2050 التي تقدم إطاراً شاملاً لدعم التحول إلى اقتصاد أخضر يتسم بقدرته على مواجهة تداعيات التغير المناخي، وإطلاق البرنامج الوطني للتكيف مع التغير المناخي، الذي يقيّم قدرات التكيف المناخي لأربعة قطاعات رئيسية تشمل الصحة والطاقة والبنية التحتية والبيئة، وكذلك إطلاق مشروع المناخ الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي حول تغير المناخ وأهمية مواجهة تداعيات تغير المناخ.

وتتضمن أهداف التنمية المستدامة السلام والعدل والمؤسسات القوية، فالغرض من هذا الهدف تشجيع وجود المجتمعات السلمية الشاملة للجميع، تحقيقاً للتنمية المستدامة وتوفير إمكانية اللجوء إلى القضاء أمام الجميع، والقيام على جميع المستويات ببناء مؤسسات فعالة خاضعة للمُساءلة. التنمية المستدامة تتطلب عقد الشراكات لتحقيق الأهداف، وتنشيط الشراكات العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وفي هذا المجال نجحت الإمارات في عقد شراكات متنوعة، قدمت من خلالها مساعدات خارجية تهدف إلى القضاء على الفقر في الدول النامية بجميع أشكاله وأبعاده، بالإضافة إلى تعزيز السلام العالمي وتمكين المرأة وحماية الفتيات وتحسين البنية التحتية والنقل وفعالية الحكومة وعلى النحو المبين في أهداف التنمية المستدامة. جهود دولة الإمارات في التنمية المستدامة، تساهم في السير نحو المستقبل بثقةٍ وطموحٍ يلامسان السماء، وذلك حرصاً من  القيادة الرشيدة على توفير أفضل مستويات العيش لشعبها الذي يتفاخر بكونه من أسعد شعوب العالم.

*باحث في الطاقة المتجددة