يقوم عالم الآثار سيمث بفحص عينة من حيوان متحجر عثر عليها في جنوب أفريقيا. وقد ظهر هذا الحيوان المفترس المائي القديم في رواسب أحفورية أفريقية، مما يشير إلى فصول غير مكتوبة حول كيفية عيش الحيوانات الأولى على الأرض. ووفقاً لما تتصوره الافتراضات العلمية حول تطور الفقاريات، فقد انزلق، قبل حوالي 280 مليون سنة، حيوان مفترس كبير عبر المياه الباردة لقارة عملاقة في نصف الكرة الجنوبي. وكما تقول كلوديا مارسيكانو، وهي عالمة الحفريات بجامعة بوينس آيرس ومؤلفة بحث حول تطور هذا الحيوان المتحجر، منشور في العدد الأخير من مجلة «نيتشر»، فإنه لا يمكن أن يكون هذا المخلوق العملاق، والذي أطلقت عليه مارسيكانو وزملاؤها اسم «غاياسيا جينيا»، سوى بقايا لعائلة يُعتقد أنها انقرضت منذ ملايين السنين. واكتشفت مارسيكانو وزملاؤها «غاياسيا جينيا» خلال رحلات استكشافية متتالية إلى الصحاري القاسية في حوض هواب في شمال غرب ناميبيا وفي المناطق الجنوبية من جنوب أفريقيا، حيث استعادوا حفريات من أربعة حيوانات، بما في ذلك زوج من الجماجم وهيكل عظمي كامل تقريباً.
ومن خلال تجميع العينات معاً، يقول الفريق إن «غاياسيا جينيا» ينتمي إلى عائلة من الفقاريات كبيرة الرأس كانت تعيش في المستنقعات وتسمى «كولوستيدات»، وأن هذه العائلة انفصلت عن الحيوانات البرية الأخرى قبل وقت طويل من تطور أسلاف السلالات الأكثر حداثة مثل البرمائيات والزواحف والثدييات. ومنذ حوالي 400 مليون سنة، تطورت الكولوستيدات وغيرها من رباعيات الأرجل المبكرة، عن أسماك الغابات الاستوائية.
وقال جيسون باردو، وهو عالم حفريات في المتحف الميداني بشيكاغو ومشارك في تأليف الدراسة، إن فهم علماء الحفريات لعصر الحياة القديمة يأتي بشكل حصري تقريباً من دراسة الرواسب القائمة في الأنهار والغابات. وعلى ضوء اختفاء رباعيات الأرجل القديمة من تلك الأدغال، قبل 307 ملايين سنة، افترض الباحثون أنها انقرضت في كل مكان، كما يوضح باردو.
لكن «غاياسيا جينيا» ظهر في الصخور بعد 20 مليون سنة مما كان متوقعاً، كما قال مارسيكانو، أي في وقت مبكر من العصر البرمي. بمعنى أنه في حين أن أفراد عائلة المخلوقات المعروفين سابقاً لديهم جماجم يمكن وضعها في يد الشخص، فإن جمجمة «غاياسيا جينيا» يصل طولها إلى قدمين أو أكثر، مما يجعله أكبر حيوان من نوعه اكتشفته الأبحاث الأثرية عليه حتى الآن.
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)