إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واسع الأرجاء بإنسانيته، عميق الأثر بوطنيته، متألق الأبعاد بحكمته. نما هذا الإرث واتسع مع الأيام بنمو الشيخ زايد من حداثته بسلامة فطرته وإشراق فكره، وبعد نظره، وحسن تقديره للأمور، ودقة حدسه في رؤية المستقبل. الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان هبة إلهية لهذا الوطن، ليكرم الإنسان فيه وليجمع الشمل في أنحائه؛ وليرسخ مكانته في المحيط والعالم؛ وليجعل له الذكر الحسن والتقدير والاحترام الشامل، في كل الأنحاء والأرجاء وعلى كل لسان.

إنه بنى إنساناً، وصنع دولة، ورفع وطناً، وأسس مدرسة متميزة في السياسة والحكم، عز نظيرها، وسبقت عصرها، وألهمت القادة في العالم في خطواتها وإنجازاتها على كل صعيد داخلياً وخارجياً، وبلغ بهذا الوطن مكانة عالية جعلت له الحظوة والاحترام في شرق الأرض وغربها. وترك وراءه، طيب الله ثراه، إرثاً عظيماً أصبح اليوم حاجة ملحة وضرورية للأجيال الحاضرة والقادمة في كل مكان، فإذا ذكر الشيخ زايد بن سلطان تذكرت الأجيال هذا الإرث العظيم وتلهفت إلى معرفة عمق الحكمة، وقوة الفكر التي جعلت منه قائداً متميزاً لوطنه وإنساناً عالمياً في خصاله وشمائله، وعاملاً بانياً في أقواله وأفعاله.

إن حكمة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وخصاله الإنسانية ستبقى أساساً ثابتاً في بنية هذا الوطن وهويته، وستبقى مستمرة مع الأجيال، وقد انتقلت إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي نشأ في كنف هذه الحكمة وتربى في هذه المعاني والخصال التي رآها سلوكاً حميداً وعملاً مجيداً في حياه الشيخ زايد، فكان يرى من خلالها الوطن والعالم.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، جعل إرث الشيخ زايد، طيب الله ثراه، نهج حياة، وهو الأمين المؤتمن عليه المحافظ على تجديده وتجدده في قلوب أبناء هذا الوطن من الشباب والشابات؛ ليدركوا مغزاه ومعناه وأثره ومداه، فيعتزون بالانتماء إليه، ويسيرون في مسالكه وعلى خطاه. كما يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على هذا النهج الحكيم بترسيخه ونشره في أرجاء العالم وعلى مستويات متعددة؛ ليبقى هذا الإرث كما يريده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، إنسانياً عالمياً حاضراً في جميع أرجاء العالم. الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان يرى تكريم الإنسان كيفما كان، فأعلى مكانته داخل الوطن وحرره من الفقر بما أنعم الله على هذا الوطن من ثروة، وحرره من الجهل بتوجيه الأجيال إلى العلم والمعرفة، ومن المرض ببناء شبكات صحية نادرة المثال على مستوى العالم، وأعلى مكانته خارج الوطن مع الناس جميعاً بإنسانٍ بان معطاء متسامح. ويستمر هذا الإرث مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وقد حافظ على الكرامة الإنسانية، فأقام مؤسسات هي التي ترعى أصحاب الحاجات، وتبحث عنهم من دون أن يريقوا ماء وجوههم، أو ينكسروا أمام مطالبهم الشخصية أو الأسرية، وهذه المؤسسات المنتشرة على عدة أنواع لتشمل كل الطبقات الاجتماعية مثال فريد في صناعة مجتمع متماسك مترابط، يترسخ فيه عمق الانتماء والولاء، وهذا هو أساس الأمان والاطمئنان الذي ينعم فيه هذا الوطن، فلا خوف فيه ولا ضياع، وقد حدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، في أكثر من مناسبة الثوابت الاجتماعية التي لا تمس مهما كانت الظروف من الغذاء والدواء... وهذا هو قوته التي يسير بها إلى المستقبل بكل جدارة وثقة.

إن المؤتمن الأمين على إرث زايد، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، قد أصبح روح هذا الوطن ونبضه وعينه الساهرة على حاضرة المزدهر، ومستقبله الوارف الناضر في كل ميدان كان يطمح إليه الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ويشير إليه.

لقد وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، إرث زايد أمام موجات الشباب الصاعدة في جهات العالم كلها، وهو يرى الاضطراب في التواصل، والانحراف في التعامل، وميل كثير من الأفكار والعقائد... إلى العنف والعدوان في حياة بني الإنسان من شعوب على أخرى، وأصبح عدم التوازن على مستوى العالمي سمة هذه الحقبة التي نحن فيها، ولا أعتقد أنها ستنتهي خلال عقد ولربما عقدين من السنين، ولهذا الانجراف والانحراف في التواصل والتعامل آثار عميقة ستمتد إلى مدة غير قصيرة إذا لم يظهر النموذج الباني، والتواصل الإنساني الرحيم الحاني، وهذه هي الضرورة الملحة لإرث الشيخ زايد الذي يستمر بفكر القائد الفذ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي أعلن أن إرث الشيخ زايد إنساني يجب أن يستمر في تقريب الإنسان من أخيه الإنسان، ويتجه إلى التعاون العالمي لبناء مستقبل آمن ونهوض بشري شامل، وإن إرث الشيخ زايد يقوم على فكر إنساني رحيم متسامح، وعمل متعدد الأنواع والأشكال في حياة البشر، فرصد، حفظه الله، مليارات الدولارات التي ستحدث تغييراً جوهرياً في حياة الشعوب الضعيفة بل والقوية، في منشآت اقتصادية منتجة تنقذ الشباب من البطالة، وتجعل قواهم الضائعة عامل استقرار في أوطانهم، ونهوضاً اقتصادياً لبلدانهم، وهذا يزرع الأمل ويبسط الطمأنينة في تلك الشعوب، وفي مؤسسات تعليمية لترقية المحرومين من التعليم ونقلهم إلى مستويات إنسانية عليا، كبناء المدارس والمؤسسات والجامعات؛ ليخرج منها أجيال تولد من جديد بإنسانيتها وبفكرها ونظرتها للحياة، فتكون بدورها من أسباب الأمن والبناء لشعوبها ولغيرها.

وكما آزر الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الشعوب التي تبتلى بالأمراض والأوبئة لتجاوز محنها وأمراضها، فإن هذا العمل الرائد مستمر مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في بناء المستشفيات في جهات عديدة من العالم، وتطوير البحث العلمي الذي يقاوم الأوبئة، ويكتشف العلاج الناجع لأمراض استوطنت وتمكنت في بعض الجهات، وخاصة في أفريقيا وبعض جهات آسيا، وإن الإسهام في حملات عالمية للتطعيم ضد انتشار أمراض مزمنة في الأطفال أو النساء، بل والرجال أصبح من أيادي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، البيضاء ومن أعمال الغراء في كل مكان.

وإن من أعظم المنارات العالية في إرث زايد هو التواصل بين الشعوب والأمم والدول، وإن جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، في هذا الباب لا توازيها جهود قائد أو عمل دولة، ففكره المتسامح ورؤيته الإنسانية العالمية الواضحة التي تجمع ولا تفرق، وتؤلف ولا تنفر، وتبني ولا تهدم، وتصل ولا تقطع، جعلته مركزاً عالمياً، ومرجعية إنسانية، يشار إليه في المعضلات ويقصد لأخذ الرأي الحكيم والمشورة الناصحة في المشكلات، وتلتقي في ساحة حكمته جميع التيارات وجميع الجهات على ما بينها من تباعد أو اختلافات، وجهوده الحثيثة المتتابعة في هذا قل مثالها. إن إرث زايد وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يلوحان بالضياء والأمل أمام الأجيال الآتية في هذا العالم المضطرب شرقاً وغرباً، وهما يناديانها إلى واحة الأمن والأمان والتفاهم والتعاون بين جميع بني الإنسان، وهذا هو الشرف الرفيع الذي تفرد به في عصرنا الحاضر هذا الوطن بالصنائع الجليلة للشيخ زايد، طيب الله ثراه، وفكر الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، المستنير وجهوده الرائدة.

إرث الشيخ زايد نبراس لهذا الوطن وأبنائه ومن ثوابته.. إرث راسخ في الضمائر والمشاعر يعتزون به على الدوام، وفخر العرب والمسلمين لا تبليه الأيام، ومعلم إنساني لأجيال البشرية تهفو إليه وتشيد به وتحرص عليه وهو مستمر مع هذه الأجيال، وإن فكر الشيخ محمد بن زايد وإرث الشيخ زايد وجهوده  منهج للمستقبل البشري وملاذ آمن من الاضطراب والخوف المخيم على الإنسانية اليوم، وعمل مجيد لرفع المعاناة عن مناطق كثيرة وشعوب عديدة تجعل من هذا القائد الفذ ووطنه في مقدمة الأوطان، وفي صدارة القادة العالميين، وإن ما يبذله الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، من جهود وينفقه من أموال لترسيخ إرث زايد واستمراره هو استثمار إنساني عالمي لرفعة هذا الوطن وأبنائه ومستقبله، وكان من نتائجه العاجلة هذا الحضور العالمي الفريد، والقبول والرضا والثناء لهذا الوطن وأبناء هذا الوطن في كل مكان تحت الشمس.

فرحم الله القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان وصان إرثه النفيس الغالي مدى الأيام، وحفظ الله الوارث الباني الذي يعلي مكانة هذا الوطن ويرسخ عزه وسؤدده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان قائداً وحكيماً عربياً، وحفظ الله هذا الوطن واحة أمن وأمان ومثال يحتذى به للمستقبل الآمن المشرق.

المستشار الدكتور/ فاروق محمود حمادة