حسب Tobacco Atlas لمعلومات وإحصاءات مكافحة التبغ على المستوى العالمي، فإن حوالي 50 مليون مراهق بين 13 و15 عاماً يدخنون السجائر أو يستخدمون منتجات التبغ الذي لا يدخن.
أما عدد المراهقين من مدخني السجائر الإلكترونية فقد زاد كثيراً نتيجة الاعتقاد بأنها أقل ضرراً من السجائر التقليدية، فضلاً عن تأثير الأصدقاء والعائلة الذين يستخدمون هذه المنتجات، وهو أمر يثير القلق لما يتعلق بالنتائج الصحية المستقبلية.
وأظن أننا جميعاً استرعى انتباهنا تنامي ظاهرة انتشار السجائر الإلكترونية في السنوات القليلة الماضية، والتي اتخذها كثيرون للاستعاضة عن استخدام التبغ التقليدي، وهو ما يشكل تحدياً جديداً ومقلقاً لجهود مكافحة التدخين حول العالم. وكثيرة هي الدراسات التي تؤكد أن استخدام السجائر الإلكترونية يزيد من تعاطي السجائر التقليدية بنحو 3 أضعاف، ولا سيما بين الشباب غير المدخنين.
وعلى هذا الصعيد، يقدم تقرير منظمة الصحة العالمية الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، معطيات جديدة خاصة بهذا الشأن، كاشفاً عن ارتفاع معدلات استخدام هذا النوع من السجائر وخصوصاً من قبل الأطفال والمراهقين، وذات التقرير يشير إلى أن السجائر الإلكترونية وغيرها من منتجات التبغ والنيكوتين الجديدة تمثل بالفعل تهديداً شديد الخطر على الأطفال والمراهقين والشباب.
مكافحة ظاهرة التدخين تتطلب تضافر الجهود وفي مقدمتها المنصات التعليمية ووسائل الإعلام، فضلاً عن دور الأسرة في توعية وتثقيف الأبناء بآثاره الكارثية على الصحة العامة، وبانعكاساته على المجتمع وبأثره السلبي على الاقتصاد والمدمر له أحياناً. وبسبب كل تلك الآثار التي يؤدي إليها التدخين بكل أنواعه وأشكاله، فإنني متحمس لقرار وزارة الصحة الجديد بشأن اتخاذها تدابير وإجراءات تأديبية جديدة ضد المدخنين ومن دون استثناء في مواقع العمل، أولئك الذين يتسببون بأضرار صحية لغير المدخنين.
فالتعرض للتدخين السلبي يزيد من خطر الإصابة بأمراض عديدة من بينها الذبحة الصدرية ونوبات الربو وسرطان الرئة. لكن في عام 2009، كانت قد أصدرت الإمارات قانون حظر التدخين أو استخدامه بأي وجه من الوجوه في جميع الأماكن العامة، كالمؤسسات الحكومية والصحية والتعليمية ووسائل النقل العام وغيرها. تبعته اللائحة التنفيذية التي أدت إلى ضبط كافة الأنشطة المتعلقة بالتبغ بهدف حظر التدخين والحد من عدد المدخنين وتقليص أعدادهم.
وتأكيداً على اهتمام الإمارات بتلك المسألة، فهي تقدم البرامج التوعوية والصحة التي تسهم في تحقيق هدفها، كما تشارك سنوياً في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، في 31 مايو من كل عام. وقد نجحت جهود الإمارات بالفعل في خفض معدل التدخين وتقليص أضراره.
وحسب المسح الصحي الوطني لعام 2018، فقد انخفض معدل استهلاك التبغ في عام 2010 من 11.1% إلى 9.1%. وعلى ضوء ذلك فإن الحكومة عازمة على تحقيق هدف خطة العمل العالمية الخاصة بالأمراض غير السارية بحلول عام 2025.
وفي إطار جهود وزارة الصحة المستمرة والرامية لمكافحة التدخين بكافة أنواعه، وحماية المجتمع من مخاطره، وتعزيز جودة الحياة الصحية في بيئة العمل، فقد أطلقت الدليل الإرشادي لأماكن عمل خالية من التدخين. والدليل الذي يقدم إرشادات عملية للوصول إلى بيئة عمل خالية من التبغ، يسلط الضوء وبشكل لافت على مضار التدخين وأثره على صحة المدخنين ومحيطهم، حيث إن جزيئات المعادن الثقيلة الناتجة عن التدخين تستمر في الهواء لفترات طويلة. وحسب الدليل فإن في دخان التبغ أكثر من 4000 مادة كيميائية سامة، وإنْ لم تقتلك، قتلت سواك.