بتاريخ 8 يونيو 2024 وفي قصر البحر العامر في العاصمة أبوظبي، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، فريق نادي العين لكرة القدم، بمناسبة فوزه ببطولة دوري أبطال آسيا 2024. ويأتي هذا الاستقبال، تكريماً من صاحب السمو رئيس الدولة لفريق العين، وتقديراً لكوادره كافة، من لاعبين وأجهزة فنية وإدارية على هذا الإنجاز المشرف الذي يحققه فريق العين للمرة الثانية في تاريخه منذ أن بدأ المشاركة في هذه البطولة المهمة على صعيد القارة الآسيوية.فريق العين هو الأكثر إنجازاً ورفعاً لاسم دولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد تمثيلها في الخارج.

وبالتأكيد أن تحقيق البطولات على المستوى الخارجي لا يمكن أن يحدث من فراغ، لكنه يتأتى وفقاً لتخطيط استراتيجي محكم، ورؤى واضحة يتم إرساؤها هدفاً يتم الوصول إليه، وتكتيكات وخططاً يتم السير عليها وتنفيذها بدقة، ويتولى قيادتها مجموعة من الحكماء ذوي الطموحات العالية. لذلك مسيرة العين نحو البطولة الآسيوية اتسمت بالطموح العالي، وبوضع هدف أكبر نهائي تم السعي باتجاهه عن طريق تجنيد مجموعة من اللاعبين المؤهلين لخوض البطولة، ولديهم العزيمة والإصرار، والروح القتالية والمعنوية لتحقيق الفوز بالبطولة، إلى جانب وجود جهاز فني وإداري متكامل على قدر من المستوى والقدرة على قيادة هؤلاء اللاعبين، ومساعدتهم على طريق إنجاز هدفهم النهائي. لقد تسلح العين بمجموعة من النجوم الطموحين إلى تحقيق الانتصارات، ضمن المستطيل الأخضر دونما إثارة الكثير من الضجيج في خارجه؛ وبالصبر والأناة وطول النَفَس؛ وباستثمار ناجح للإمكانات المتاحة التي من ضمنها استخدام تاريخ نادي العين وسمعته الطيبة؛ ومجموعة من الشباب ذوي الغيرة على شعار فريقهم، فكان لنادي العين ما أراده.

لقد تبوأ فريق العين الصدارة الآسيوية، وعادت الأفراح إلى المدينة الجميلة «العين دار الزين»، لكي يحتفل جمهور دولة الإمارات كافة بأهم بطولة في آسيا. لقد حدث ذلك، رغم التحديات على المستوى الداخلي التي لم تفقد الفريق تركيزه الأساسي عن الهدف الاستراتيجي الأهم خارجياً.

وبكل تأكيد، إن العين يطمح إلى الاستمرار بكونه «زعيم آسيا». وبالصورة التي ظهر بها في مبارياته الآسيوية تبدو حالته مستقرة إلى حد كبير. وبهذا الشكل فهو كعادته على مدى السنوات الطويلة منذ تأسيسه قبل خمسة وخمسين عاماً يضع تحدياً متجدداً أمام جميع أندية الدولة المحترفة الأخرى بأن الإنجاز الذي عليها تحقيقه، ويقع على عاتقها هو تحقيق البطولات الخارجية.

وهذا يعني أن سقف الطموحات في مجال كرة القدم والمجال الرياضي عموماً هو البطولات الإقليمية والقارية والعالمية. ويعد استقبال رئيس الدولة فريق العين، تكريماً على الإنجاز المشرف، لكنه في الوقت نفسه حثٌ وتشجيعٌ لنادي العين، ولجميع أندية الدولة على تحقيق المزيد من البطولات والإنجاز على الصعد الخارجية. وبالنسبة لفريق العين بالذات، فإن المأمول منه على مدى السنوات القادمة كثير، فهو الزعيم الآسيوي ببطولتين، وهو أكثر الأندية تحقيقاً للبطولات على الصعيد الداخلي بشتى مسمياتها من بطولات دوري عام إلى غيرها، والحصيلة لديه وافرة جداً.

ومن هذا المنطلق ينتظر منه جمهور دولة الإمارات، وجمهور العين الكثير، وهو أهل لذلك، ففي الموسم القادم 2024 - 2025 هناك تطلعات كبرى لتحقيق إنجاز على صعيد بطولات الأندية العالمية التي سيشارك فيها ممثلاً لدولة الإمارات، بصفته بطلاً لآسيا، وتحقيق إنجاز على هذا الصعيد سيكون الأول من نوعه لو تمكن العين من تحقيقه.ويضاف إلى ذلك، أن جمهور العين يتطلع إلى فريقه بشغف لكي يعود بقوة داخلياً في الموسم القادم، ويحقق أكبر قدر ممكن من البطولات.

وهذا يبدو واضحاً من الصفقات التعاقدية المبرمة مع لاعبين أجانب مرموقين، والبحث عن مواطنين ذوي كفاءة ومستويات عالية للتعاقد معهم. ونحن كجمهور عريض محب للعين على كامل مساحة الدولة، نبارك لفريق العين إنجازه الآسيوي، ونتمنى له المزيد في كل ما هو مقدم عليه مستقبلاً ونقول له: «عقبال العالمية».

*كاتب إماراتي