كان أفراد حرس الحدود الأميركيين الأوائل يتقاضون ما يعادل اليوم 30 ألف دولار سنوياً، مع تزويدهم بالخيول والسروج، بينما كانت واشنطن تدفع تكاليف الشوفان والتبن لتغذية الخيول.
لا تزال قوات حرس الحدود تستخدم الخيول، وهو أمر مثير للجدل في بعض الأحيان - بالإضافة إلى المركبات والشاحنات والقوارب الصالحة لجميع التضاريس. ومع احتفال الوكالة بمرور 100 عام على تأسيسها في شهر مايو المنصرم، فإن تطورها في مجال التكنولوجيا وحجم الموظفين والأساليب يتغير وفقاً للسياسات والأولويات المتغيرة للبلاد. لا تزال دورية الحدود قصة حاضرة في الأخبار اليوم، نظراً للمستويات القياسية للهجرة غير الشرعية واهتمام الناخبين بأمن الحدود في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وتقوم الوكالة بدوريات بطول 6000 ميل من الحدود البرية للولايات المتحدة مع كندا والمكسيك بين موانئ الدخول، إلى جانب 2000 ميل حول سواحل فلوريدا وبورتوريكو. ويتضمن عملها المراقبة أو الاعتقال أو استراتيجيات الكشف التي تهدف إلى العثور على الأشخاص والبضائع التي عبرت دون إذن.
وقد سجلت قوات حرس الحدود أكثر من مليوني مواجهة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك في كل من السنتين الماليتين الماضيتين، على الرغم من أن الانخفاض في عمليات العبور غير القانونية هذا الربيع يخالف الاتجاه الموسمي المتعارف عليه. وقال «جيسون أوينز»، رئيس حرس الحدود، إن العديد من الأفراد يفرون من الاضطهاد أو هم مهاجرون لأسباب اقتصادية، ويتم استغلالهم من قبل الجماعات الإجرامية التي تنسق عمليات العبور غير القانونية.
وأضاف «أوينز» أن مساعدة هؤلاء الأفراد ومعالجتهم، بشكل جماعي، يصرف انتباه دورية الحدود عن المجرمين المحتملين أو تهريب المخدرات. وتتحرك حرس الحدود أيضاً لإنقاذ حياة المهاجرين الذين يجدون أنفسهم في محنة، مثل التعرض للحرارة. وقد تمكنت الوكالة في العام المالي الماضي من إنقاذ 37324 شخصاً على طول الحدود الجنوبية. وفي السنة المالية 2022، أبلغت الحكومة أيضاً عن 139 حالة وفاة مرتبطة بعمليات حرس الحدود، ويُعزى الجزء الأكبر منها إلى الافتقار إلى الخدمات الطبية.
ابتداءً من أواخر القرن 19، بدأت الولايات المتحدة في تعزيز دورها الفيدرالي فيما يتعلق بالهجرة، إذ بدأت الأمة في سن قوانين مقيدة تمنع المهاجرين الآسيويين وتحدد حصصا للآخرين.
يقول «آلان كابس»، أستاذ التاريخ المساعد في جامعة جورج ماسون، إن هذه الحقبة الجديدة وضعت «الحكومة الفيدرالية في وضع يتعين عليها الآن فعليا إنفاذ هذا القانون».
تم تشكيل أول دورية حدود فيدرالية في عام 1924 من خلال تمويل جديد لوزارة العمل، وركزت على حراسة الحدود الأميركية بحثاً عن المهاجرين.
وفتحت الحرب العالمية الثانية فصلاً جديداً: ففي عام 1940، انتقلت الوكالة إلى وزارة العدل. وكانت قوات حرس الحدود تتولى حراسة المعسكرات التي احتجزت الأميركيين اليابانيين والمهاجرين وهي المعسكرات التي اعتذرت عنها الحكومة في وقت لاحق.
تطورت عملية إنفاذ القانون على الحدود على مدى عقود من الزمن جنباً إلى جنب مع سياسة الهجرة. وشهدت التسعينات تشديداً على الحدود الجنوبية بهدف الحد من الهجرة غير الشرعية، وهي حملة قادها الرئيس السابق بيل كلينتون. وبعد أحداث 11 سبتمبر، أنشأ الكونجرس وزارة الأمن الداخلي، التي أنشأت بدورها هيئة الجمارك وحماية الحدود، التي تشرف على حرس الحدود. وتوسع تركيز العملاء ليشمل منع الإرهاب.
تذبذبت سياسة الحدود بشكل حاد بين رئاستي ترامب وبايدن. ومع ذلك، كان عملاء حرس الحدود في كلتا الإدارتين يقومون بطرد طالبي اللجوء وغيرهم من المهاجرين أثناء الوباء بسبب سياسة الصحة العامة.
ارتفعت مستويات التوظيف مما يزيد قليلاً عن 4000 وكيل في عام 1992 إلى ما يقرب من 19000 اليوم. كما أحدثت التكنولوجيا، مثل أجهزة الاستشعار المحمولة والطائرات المسيرة، تحولاً كبيراً في العمل الميداني. قد يكون التوسع في الذكاء الاصطناعي بمثابة حقبة جديدة.
مثل أجهزة إنفاذ القانون الأميركية، تواجه قوات حرس الحدود منذ فترة طويلة التدقيق السياسي والمهني. واعتباراً من عام 2019، كان حوالي 37% من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع في الولايات الحدودية الجنوبية الغربية لديهم ثقة قليلة أو معدومة في دورية الحدود «لحماية الحقوق والحريات المدنية» للجميع على قدم المساواة.
وكان الكشف عن انتقادات عنصرية لاذعة من جانب بعض العملاء تجاه المهاجرين، إلى جانب مزاعم سوء السلوك ضد الموظفات، قد هز ثقة الجمهور في السنوات الأخيرة. في عام 2021، توقفت الوكالة عن استخدام الخيول في ديل ريو، تكساس، بعد ظهور صور لعملاء راكبين يهاجمون المهاجرين القادمين من هاييتي.
كما قامت مجموعات الدفاع عن المهاجرين، مثل مبادرة حدود كينو، التي تعمل في أريزونا والمكسيك، بتوثيق إساءة معاملة المهاجرين المزعومة من قبل دوريات الحدود، بما في ذلك «إساءة استخدام القوة المميتة». ومع ذلك، يعترف تقرير المنظمة غير الربحية لعام 2023 بأن العديد من الوكلاء «هم محترفون يسعون إلى اتباع أفضل الممارسات».
ورد متحدث باسم هيئة الجمارك وحماية الحدود قائلاً: «نحن لا نتسامح مع سوء السلوك داخل صفوفنا. وعندما نكتشف أي سوء سلوك مزعوم أو محتمل، فإننا نحيله على الفور للتحقيق ونتعاون بشكل كامل مع أي تحقيقات جنائية أو إدارية».
يساهم الازدراء العام، فضلاً عن الضغوط التشغيلية، في انخفاض الروح المعنوية بين العاملين في دوريات الحدود، وفقا لتقرير صدر عام 2019 عن صحيفة نيويورك تايمز. وقد تساعد هذه العوامل في تفسير سبب معاناة حرس الحدود في عملية التجنيد، على الرغم من أن استطلاعات الرأي التي أجريت في شهر مارس تشير إلى أن معظم الأميركيين - ما يقرب من الثلثين - يؤيدون توظيف المزيد من العملاء.
وفي الوقت نفسه، تروج الجمارك وحماية الحدود لما يصل إلى 30 ألف دولار من حوافز التوظيف. وتتوقع الوكالة موجة من حالات التقاعد القادمة بناءً على دورات التوظيف التي بدأت في أوائل العقد الأول من القرن 21.
سارة ماتوسيك وكيتلين بابكوك
صحفيتان لدى «كريستيان ساينس مونيتور»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة ««كريستيان ساينس مونيتور»