السكان في هيوستن، رابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة من حيث عدد السكان، يقومون بإزالة الحطام من منازلهم بعد عاصفة رعدية مدمرة شهدتها مساء الجمعة الماضي. وبعد ثلاثة أيام من العاصفة بدأت هيوستن تحاول الوقوفَ على قدميها الأحد الماضي، حيث هب السكان لتفقد بيوتهم ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه فيها، كما بدأت الكهرباء تعود إلى مئات آلاف المنازل، وإن ظلت مقطوعةً عن المناطق الأكثر تضرراً، كما أخذت حركة المرور تعود في بعض الشوارع والتقاطعات بعد أن سدتها كتل الثلج وأفرع الأشجار المتناثرة.
وقد ساعد الجو الهادئ والسماء الصافية على تجفيف الشوارع المغمورة بالمياه خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن سرعان ما ارتفعت درجات الحرارة لتشكل تحدياً للسكان ولفرق الإنقاذ وإزالة الأنقاض، خاصة أن انقطاع الكهرباء عن نحو 400 ألف منزل أدى إلى توقف أجهزة تكييف الهواء الضرورية للتعايش مع طقس ساحل خليج المكسيك شديد الحرارة صيفاً.
وقال أحد السكان لمراسلي الإعلام، والعرق يتصبب على جبينه بينما كان جالساً خارج منزله في الطرف الشرقي من المدينة يراقب أطفاله: «لا نستطيع النوم»، مشيراً إلى أن الجو في الداخل أكثر حرارة، وأن أطعمتهم المخزنة في الثلاجة أصبحت فاسدة، وأنهم يكافحون للحصول على تعويض عن كوبونات الطعام الخاصة بهم ويضطرون للاعتماد على سلاسل الوجبات السريعة القريبة القادرة على توفير الطعام الرخيص والهواء البارد.
وقال عمدة المدينة، إن الجو فيها يزداد سخونة، وإن مصالح البلدية فتحت مراكز تبريد ونظمت رحلات مجانية لتوصيل السكان إليها، فيما تسارع شركة الكهرباء المحلية إلى محاولة إصلاح الخطوط التي وقعت على الأرض بسبب قوة الرياح أو تحت ثقل الأشجار، قائلة إنها عبأت سبعة آلاف عامل لإصلاح خطوط الشبكة، وإنها أعادت الخدمة لأكثر من نصف مليون زبون خلال 48 ساعة من العاصفة. وكان نطاق انقطاع التيار الكهربائي واسعاً، لدرجة أن أداة تتبع انقطاع الخدمة عبر الإنترنت، وهي أداة يستخدمها سكان هيوستن بشكل متكرر للتحقق من خدماتها، قد توقفت عن العمل بشكل واسع.
وفي الوقت ذاته، ينتظر أولياء أمور الطلبة، وبفارغ الصبر، معرفةَ آخر المستجدات بشأن مدارس أبنائهم في المدينة والضواحي المحيطة بها، والتي أغلقت أبوابها يوم الجمعة، ويقال على نحو غير مؤكد، إنه سيعاد فتحها اليوم الثلاثاء، لكن عشرات المدارس ما زالت من دون كهرباء وتنتظر عودة الحياة إليها. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)