رفح مدينة فلسطينية تقع في قطاع غزة، وتحدها إسرائيل من الجنوب ومصر من الغرب. تعتبر رفح إحدى المدن الرئيسة في قطاع غزة وتمتاز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي على الحدود المصرية الإسرائيلية. تاريخياً، شهدت رفح تداولاً للسيطرة بين إسرائيل ومصر عدة مرات. في حرب عام 1948، احتلت إسرائيل المدينة وتم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في رفح عام 1949. بعد حرب الأيام الستة في عام 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك رفح. وبدأت إسرائيل في سحب قواتها من غزة عام 2005، وأكملت انسحابها بشكل تام في عام 2006، لكنها ظلت تفرض سيطرتَها على المعابر الحدودية للقطاع. وتحت سيطرة حركة «حماس» منذ عام 2007، شهدت رفح وقطاع غزة في المجمل توترات وصراعات متكررة مع إسرائيل.
واستمرت الصدامات بين إسرائيل و«حماس»، بما في ذلك هجمات بالصواريخ والاشتباكات العسكرية عبر الحدود، مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة. ومعلوم أن أي تصعيد عسكري في المنطقة يتسبب في خسائر بشرية كبيرة، كما يحدث في الوقت الحالي. لذا، تحاول الأطراف الرئيسة في المنطقة وقف النزاع والعمل على تحقيق الاستقرار والسلام من خلال التفاوض والجهود الدبلوماسية والوساطة من أجل تحقيق حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقطاع غزة بشكل عام ومدينة رفح بشكل خاص تعاني من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة. وهناك حصار مفروض على القطاع منذ سنوات، مما يؤثر على الحركة الحرة للأفراد والبضائع ويعرقل التنمية الاقتصادية. وتتزايد الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية في غزة نتيجةً للحصار والتوترات الأمنية المستمرة.
توجد مؤسسات تعليمية وصحية وخدمية في رفح، تحاول العمل على تلبية احتياجات سكانها في مختلف المجالات. ومع ذلك فهي تواجه تحديات كبيرة في توفير فرص العمل والخدمات الضرورية وتحسين الظروف المعيشية للسكان.
وعلى المستوى الأمني، يشهد قطاع غزة بشكل عام ورفح بشكل خاص توتراً دائماً نتيجة الاشتباكات بين الفصائل التي تقوم بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، والردود العسكرية الإسرائيلية، مما يتسبب في اندلاع العنف وتدهور الأوضاع الأمنية.
ومن الضروري أن تعمل الأطراف المعنية على تخفيف التوترات وتحقيق حل سلمي للصراع من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة. ويتطلب ذلك التزاماً بالحوار والتفاوض وجهوداً دوليةً بغية التوصل إلى اتفاق سياسي يلبي مطالب الجانبين ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
قطاع غزة يعاني من عدة أزمات اقتصادية وإنسانية خطيرة، أبرزها:
- الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007، بما في ذلك القيود على حركة الأشخاص والبضائع.
- الحصار أدى إلى شلل اقتصادي كبير وتسبب في انهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية.
- معدل البطالة الذي تجاوز في غزة 50% في عام 2023، وهو الآن أكثر من ذلك بكثير.
- وجود أكثر من 80% من السكان يعيشون تحت خط الفقر.
- انتشار سوء التغذية والأمراض المرتبطة بالفقر.
- النقص الحاد في إمدادات الكهرباء.
- محدودية إمدادات المياه الصالحة للشرب وعدم توفر الصرف الصحي المناسب.
- انهيار قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة.. بسبب الحصار والحرب.
هذه بعض الأزمات الرئيسة التي يعاني منها قطاع غزة والتي تؤثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي، لكن الحرب والحصار يفاقمانها.
*كاتبة سعودية