اكتشف العلماء وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة تنتشر من قمة جبل إيفرست وأعماق خندق ماريانا إلى الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه.
والتحدي الذي يواجه البشرية إذن هو كيفية تنظيف الفوضى التي نعيشها. ومن هنا كان موضوع يوم الأرض، الذي يحل في 22 أبريل من كل عام: «الكوكب مقابل البلاستيك».
يتم إنتاج أكثر من 400 مليون طن متري من البلاستيك كل عام، باستخدام آلاف المواد الكيميائية التي يعتقد العلماء أنها ضارة. ومن المتوقع أن تتضاعف النفايات البلاستيكية ثلاث مرات بحلول عام 2060. ومن بين 48 مليون طن تنتجها الولايات المتحدة، يتم إعادة تدوير حوالي 5%، مما يترك الباقي في مدافن النفايات، والمحارق، والتلوث. وفي الوقت نفسه، يمثل إنتاج البلاستيك 5% من انبعاثات الكربون في العالم و12% من الطلب على النفط.
إن احتمال رسم مسار جديد أمر شاق. وخلال الفترة من، 23 إلى 29 أبريل يجتمع زعماء من جميع أنحاء العالم في أوتاوا، أونتاريو، لحضور الدورة الرابعة من خمس جلسات للجنة التفاوض الحكومية الدولية (INC-4)، التي تم تكليفها في عام 2022 بصياغة معاهدة عالمية بشأن التلوث البلاستيكي. وبالفعل، في العقد الماضي، قامت أكثر من 60 دولة بسن نوع من الحظر على استخدام رغوة البوليسترين في أشياء مثل الأكواب وتغليف المواد الغذائية.
تكثر الأفكار حول إيجاد طرق أفضل لإنجاز الأمور، بدءاً من استخدام البدائل البلاستيكية التقليدية مثل الورق والزجاج والمعادن إلى اعتماد مواد جديدة. إن البلاستيك الحيوي المصنوع من الكتلة الحيوية بما في ذلك النشويات، والشمع، ومشتقات الأعشاب البحرية غالبا ما يكون قابلاً للتحلل بيولوجياً. وهذه ميزة مهمة تتماشى مع الجهود المبذولة لإنشاء«اقتصاد دائري» بشكل أفضل مع وضع الاستدامة في الاعتبار.
يُستخدم حمض البوليلاكتيك، المصنوع من قصب السكر أو الذرة، لإنتاج عبوات تعبئة الفواكه والعصائر والزبادي، على الرغم من أنه يحتاج إلى ظروف معينة تتعلق بدرجة الحرارة والضغط المناسب حتى يتحلل.
تقول «إيرين سيمون»، نائب رئيس قسم النفايات البلاستيكية والأعمال التجارية في الصندوق العالمي للحياة البرية، إحدى المنظمات الدولية الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة: «لا يوجد حل سحري واحد يمكنه حل هذه المشكلة». وسيظل استخدام كميات أقل من البلاستيك وتحسين أنظمة إعادة التدوير وإدارة النفايات أمراً ضرورياً. «بغض النظر عن الحل التقني، فنحن بحاجة إلى البنية التحتية والسياسة التي تتوافق معه».
والخبر السار، كما تقول السيدة سايمون، أن الرأي العام يتوحد ضد النفايات البلاستيكية. وقد حظي فرض حظر عالمي على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بدعم 85% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في جميع أنحاء العالم، وفقاً لاستطلاع أجراه الصندوق العالمي للطبيعة ومؤسسة «خالية من البلاستيك» بأستراليا.
وتضيف سايمون: «هناك أمور كثيرة يمكن أن نختلف عليها. لكننا نتفق جميعاً على هذا... لا ينبغي أن يكون هناك بلاستيك في الطبيعة».
بالنسبة للأشخاص العاديين الذين يرغبون في القيام بشيء ما، فهي تقدم نفس النصيحة التي تقدمها للشركات الكبيرة: «قم بتنظيف منزلك. انظر إلى كيفية اعتمادك على استخدام منتجات البلاستيك لمرة واحدة»..
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساستس مونيتور»