فيما يؤكد اهتمام دولة الإمارات البالغ بإعداد نُخب من المختصين المواطنين من أصحاب الفكر الاستشرافي في مجالاتهم، وتزويدهم بالخبرة الفنية والمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات في ظل التغيرات التقنية والتعقيدات المتزايدة على الساحة العالمية، أعلن برنامج «خبراء الإمارات» إطلاق دفعته الرابعة، وقد بدأ استقبال طلبات التقديم للالتحاق بالبرنامج، اعتباراً من 26 مارس الماضي وحتى 30 أبريل الحالي. وتركز الدفعة الرابعة من هذا البرنامج، الذي انطلق عام 2019، على تعزيز مهارات ومعرفة 20 متخصصاً ضمن ثلاث مجموعات رئيسية، هي: النمو الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية، والاستدامة والبنى التحتية، وسيقع الاختيار على خبير واحد ليمثل كل قطاع من تلك القطاعات التي تُعتبر محركات رئيسية تدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية في دولة الإمارات.
ويقع بناء القدرات وصقل المهارات ورعاية الموهوبين وتقدير الكفاءات وتشجيعها، في صلب اهتمامات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى تأكيد سموه نهج الإمارات في دعم الكفاءات والمواهب وصقلها والارتقاء بها، إضافة إلى إذكاء روح الابتكار والتنافس بين الشباب في المجالات العلمية والتقنية، خلال استقبال سموه في 8 فبراير 2023، وفد مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وفريق مهارات الإمارات، الفائزين بتسع ميداليات تميز وميدالية ذهبية خلال مشاركتهم في الدورة الـ 46 من المسابقة العالمية للمهارات، وقد أشاد سموه بدور مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني في تمكين الشباب من أدوات المستقبل بما يلبي تطلعاتهم وطموحاتهم لمواكبة متغيرات العصر في ظل التطور التكنولوجي المتسارع والتحولات الاقتصادية الكبيرة.
ويحظى برنامج «خبراء الإمارات» بتصميم متميز لضمان كفاءة خريجيه الذين بلغ عددهم في الدفعات الثلاث الأولى 61 إماراتياً من أصحاب الخبرات المتنوعة، حيث يشتمل على الأنشطة التشاركية والتجارب التفاعلية التي تمثل مزيجاً من العمل الميداني والتعلم في الغرف الصفيّة، كما أنه يجمع بين خبرات المشاركين في قطاعاتهم وما يتعلمونه من مقررات البرنامج، ليصقل المهارات القيادية والخبرات التخصصية لديهم.ويقول أحمد طالب الشامسي، مدير البرنامج، إنه انطلاقاً من النجاح الذي حققته الدفعات الثلاث الأولى للبرنامج، صُمّمت النسخة الرابعة بهدف تلبية المتطلبات المتغيرة لدولة الإمارات، وضمان مواكبة التغيرات والتعقيدات المتزايدة في قطاع التكنولوجيا وغيره من القطاعات على الساحة العالمية، مضيفاً أنه بينما ترسّخ دولة الإمارات مكانتها الرائدة عالمياً باعتبارها مركزاً للتجارة والسياحة، يقدم برنامج «خبراء الإمارات» فرصة لا تضاهى للإماراتيين الطموحين الذين يتطلعون إلى المساهمة في مسار النمو الواعد للدولة، ويسعون إلى أن يكونوا قادة في مجالات عملهم.
ولضمان تعزيز مهارات خريجي البرنامج في دفعته الرابعة، يجب على المتقدمين لهذه الدفعة أن يمتلكوا خبرات لا تقل عن 10 سنوات، بما في ذلك خمس سنوات في مجال التخصص، وسجل مساهمات في مشروعات استراتيجية تدعم تحقيق الأولويات الوطنية. وتشهد هذه الدورة من البرنامج تطوراً مهماً، يتمثل في تسخير الذكاء الاصطناعي في مرحلة تقديم الطلبات لتوفير بديل أكثر جاذبية وفاعلية للنهج التقليدي، وسيتضمن ذلك أيضاً إدخال ميزات تكميلية، مثل تحليل المهارات والشخصية، وتقارير ومقابلات تجريها حلول الذكاء الاصطناعي، وهو ما ينسجم مع التحول الرقمي السريع الذي تشهده دولة الإمارات في المجالات كافة.
الجدير بالذكر أن الدورة الرابعة من برنامج «خبراء الإمارات» ستستمر 12 شهراً، وهي مصممة وفق نموذج دوري يجمع بين برنامج أكاديمي يمتد لمدة تسعة أشهر وثلاثة أشهر من التجارب العملية، كما تشتمل هذه الدورة على خيارات أكثر لتصميم دورات تدريبية شخصية، ما يتيح للمشاركين العمل بالتعاون مع الموجهين والمستشارين لتصميم نموذج مرن يتوافق مع متطلباتهم المهنية والشخصية، وينمي القدرات الفنية المطلوبة ضمن مجالات تخصصهم.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.