أهلاً بك معنا يا مايك بنس.. فالآن بعد أن أعلنتَ أنك لن تؤيد دونالد ترامب، ولن تصوت للرئيس بايدن، فقد أصبحتَ جزءاً من كتلتي التصويتية: «الكارهون المزدوجون».
نحن لدينا وجهات نظر سلبية تجاه كلا المرشحين الرئاسيين الرئيسيين، لكن ليس عليك أن تكره أياً منهما لتصبح واحداً منا. كمجموعة، لا يبدو أننا أكثر كراهيةً من المؤيدين الأكثر ولاءً للمرشحَين «الجمهوري» و«الديمقراطي». ربما ينبغي أن يُطلق علينا لقب «الواقعيون المزدوجون»، لكن من الأفضل ألا تنزعج كثيراً من الاسم. نحن المتشككون المزدوجون، بشكل عام، أناس متزنون.
ويجب أن نكون كذلك هذا العام. ورغم أن أصواتنا من المرجَّح أن تكون حاسمةً، مرة أخرى، إلا أننا نتعرض للإهانة أكثر من التودد إلينا. يعتقد الكثير من أنصار ترامب أن بايدن يدمر البلاد، وأننا إذا لم نوقفه فسنكون متواطئين، لكنهم لا ينتقدوننا كثيراً هذه الأيام. ومع تقدم ترامب في معظم استطلاعات الرأي، فهم يقولون إنهم لا يحتاجون إلينا.
وأنصار بايدن هم أكثر حماساً في الوقت الحالي. إنهم يقولون لنا إن الامتناع عن دعم الرئيس هو بمثابة التغيب من دون إذن في الحرب لإنقاذ الديمقراطية. رسالتهم إلى المحافظين المعترضين على ترامب: قد تكون لديكم خلافات سياسية مع بايدن، لكن خصمه الرئيس غير مناسب للرئاسة.
ويمكن للمتشككين المزدوجين الآخرين أن يصدروا أحكامَهم الخاصة، لكن خلافاتي السياسية مع بايدن لا يمكن حفظها في الأرشيف بهذه السهولة. إنه يفضل حجبَ الحماية الأساسية التي يوفرها القانون، والتي تمنع إنهاءَ حياة الأطفال عمداً، عن الأطفال الذين لم يولدوا بعد، ما يعد إنكاراً للمساواة الإنسانية التي ترتكز عليها الديمقراطية الأميركية. وكانت سياسة بايدن المتعلقة بالهجرة حيث قام بتغيير التدابير الناجحة للسيطرة على المعابر الحدودية في نوبة من الأيديولوجيا والحزبية متهورة إلى حد مدهش. وكذلك الحال بالنسبة لسجله في الإنفاق. فنحن، في عهد بايدن، نعاني عجزاً كبيراً، خلال سنوات من التوسع الاقتصادي، حتى مع اقتراب أزمة الديون المحتملة، وهو الفشل الذي يتقاسمه مع سلفه.
ثم هناك مسألة الشخصية؛ فالسيرة الذاتية لترامب هي تقريباً خلاصة وافية للخطايا السبع المميتة. أما بايدن فيحرف الحقائق بشكل متكرر، وفي كثير من الأحيان بلا هدف. لقد ساعد، على أقل تقدير، عائلتَه في الاستفادة من حياته المهنية في الحكومة. إنه يبدو جيداً فقط بالمقارنة مع ترامب.
كيف يمكننا الاختيار بين المرشحَين؟ زملائي من السلبيين المزدوجين: ليس عليكم القيام بذلك.
غالباً ما يكون من المعقول دعم المرشحين المعيبين، لكن إذا لم يصل أي من المرشحين الرئيسيين إلى حد القبول الخاص بك، فلديك الحرية في التصويت لطرف ثالث، أو التصويت لشخص ما اسمه غير وارد في الاقتراع، أو تخطي سطر المرشح الرئاسي في بطاقة الاقتراع الخاصة بك.
سيخبرك مؤيدو كل من المرشحين الرئيسيين أنه من واجبك الاختيار بينهما، ومن غير المسؤول أن ترفض. إنهم يريدون منك أن تتجاهل حقيقة أن صوتك من المرجح أن يؤثر بشكل ضئيل على نتيجة الانتخابات - حتى لو كنتَ واحداً مِن الأقلية من الأميركيين في الولايات السبع أو الثماني المتنافسة. وبدلاً من ذلك، يريدون منك أن تتخيل نفسَك في موقف افتراضي تكون فيه الصوتَ الحاسم، لكنك لا تستطيع استخدام هذا الصوت القوي لاختيار شخص آخر. ولا يوجد أي التزام أخلاقي أو سياسي بمسيارتهم.
نصيحتي لبنس وغيره من المنشقين المزدوجين هي: حاولوا قدر المستطاع ألا تكرهوا ترامب أو بايدن.. لكن إذا كنتم لا تعتقد أن أياً من المرشحَين يستحق أصواتكم، فلا تدعوا أيَّ شخص يرهبكم لتعطوها لأحدهما.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنينج آند سيندكيشن»