مركبة نهرية ضخمة محملة بالسلع والمواد المخصصة لمحلات السوبر ماركت، وقد أخذت تشق طريقها عبر طول نهر السين، ليس بعيداً عن برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس التي يشقها النهر الأكثر شهرة في تاريخ فرنسا وأحداثها السياسية والعسكرية ومنجزاتها الأدبية والفكرية. لكن نهر السين أصبح أيضاً في وقتنا الراهن حالة اختبار أو لحظة امتحان أوروبية في ما يخص خفض انبعاثات الكربون عن طريق تحويل الأنهار إلى طرق نقل سريعة جديدة.
المركبة النهرية الظاهرة في الصورة تحمل على متنها حاويات تم تحميلها من سفينة شحن رست في ميناء لوهافر البحري في شمال فرنسا. وكما يقول قائد المركبة فلو تم نقل هذه البضائع عن طريق البر، لتطلّب الأمرُ 120 شاحنة ستسد الطرق السريعة، ولنجمت عن ذلك أطنان من انبعاثات الكربون داخل الغلاف الجوي. ولذا فإن تطوير النقل النهري يمثل جزءاً مهماً من حل أوسع لمشكلات النقل عبر إيجاد وسائل نقل نظيفة وصديقة للبيئة. وبينما يصعِّد الاتحاد الأوروبي معركتَه ضد التلوث المؤدي إلى التغير المناخي، فإنه يحتاج إلى إزالة الكربون من المنظومة الحالية لنقل البضائع، والمسؤولة عن ربع انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية. ولتحقيق ذلك يتعين على الدول الأوروبية العودة إلى حلول عمرها قرون، أي إلى الأنهار واستخدامها في نقل البضائع والسلع وحركة التجارة، خاصة مع توفر الاتحاد الأوروبي على 23 ألف ميل من الممرات المائية الممتدة عبر أراضي دوله، مما يوفر إمكانيةً هائلة لإخراج الشاحنات، وهي أكبر مصدر لانبعاثات البضائع، من الطرق في بلدان الاتحاد. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)