الإنسانية... كلمة وضّاءة لا يعي معانيها إلا الذي يحملها في قلبه ووجدانه، كَ «زايد الخير والعطاء». وبعد ثمانية أيام يحل علينا 19 رمضان، «يوم زايد للعمل الإنساني» ليكون يوماً مميزاً يُفصِح عن معاني الإنسانية والرحمة تخليداً لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. رحل زايد في شهر رمضان شهر المغفرة والرحمة عام 2004، وبقت ذكراه خالدة في قلوب الإماراتيين ومن يسكن أرض الإمارات ويعشق ترابها، وتستمر ذكراه ومآثره ليس فقط في منطقتنا العربية، بل تمتد على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ترك إرثاً لا ينتهي مداه، من الخدمات والمساعدات الإنسانية من أجل تعزيز معنى التراحم والإخاء. ريادة الإمارات في العمل الإنساني ترتكز على استباقيتها في عمل الخير والعطاء منذ عهد زايد إلى يومنا هذا.
نجد اليوم امتداد هذا الإرث يتجدد في عهد قيادتنا الرشيدة. إرث زايد الإنساني وصل أرجاء العالم، بخطوات كبرى في دعم القضايا التنموية، ولذلك تهتم الإمارات بتقديم كافة التسهيلات والخدمات الإنسانية كاستراتيجية أساسية ضمن رؤيتها الإنسانية، ومن أبرزها الرعاية الصحية، حيث إنّ الدولة تعتبر الرعاية الصحية من الأولويات التي تحتاجها الدول، من خلال العمل على تحسين البنية التحتية الصحية وتوفير الخدمات الطبيّة المُعالجة للأمراض لكافة الدول المتضررة من الكوارث والفقر ومخلفات الحروب، وكذلك بناء المستشفيات، وانتداب الكادر الطبي لخدمة الإنسانية.
أمّا من الناحية التعليمية، فمن المعروف جداً بأنّ الدولة تستثمر في التعليم، وتقدم المناهج والبرامج التعليمية سواء داخل الدولة أو خارجها، وهذه المساعدة الإنسانية تُعتبر منهجاً يُفعّل التطوير المهني ويعزز من التنمية الفكرية وصناعة عقول الشباب لصنع جيل متعلّم وقادر على الإعمار وخدمة الإنسانية. ومد يد العون في مجال التعليم يُسهم في بناء المجتمعات فكرياً ومعرفياً حيث يُعتبر هذا المجال من الإعانة دعماً وافياً للأسر والفئات غير القادرة على تحمّل أعباء التعليم خصوصاً في بعض الدول. وزايد الخير وامتداده المثمر من قيادتنا الرشيدة عملوا جاهدين لتقديم كافة التسهيلات لضمان توفير المساعدات المالية في هذا الشأن.
أمّا على الصعيد الدولي، فلا شك بأنّ الإمارات لها مسارها الإنساني البارز في دعم الشعوب بجميع قارات العالم، التي تعاني من الكوارث الطبيعية، وكذلك الشعوب التي يجتاحها الفقر أو المرض والجفاف، نجد أول من يسعى إلى المبادرات الإنسانية هي بلاد الخير دار زايد، حيث تنتهج الإمارات نهجاً فاعلاً في توزيع الإعانات الغذائية والدواء والماء، والإعمار ضمن ما تعمل به أيادي الخير للإسهام في مد يد العون.
البعد الإنساني في سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة راسخ ومتواصل في عهد زايد الخير، وعهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، والآن في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث تتواصل الجهود الإنسانية من خلال إطلاق المشاريع الإنسانية الجديدة. وتشهد الدولة على زيادة تمويل المشاريع القائمة على الإعانات داخل وخارج الدولة. والأمثلة عديدة ولا تُحصى على مبادرات الدولة الإنسانية، عبر هيئات ومؤسسات ومبادرات متواصلة هدفها الأول والأخير الانتصار للتنمية البشرية.
*كاتبة إماراتية