الشحن الجوي يعزز التجارة بين الإمارات ورواندا
رواندا تعد نافذة رئيسية للصادرات الإماراتية إلى منطقة شرق أفريقيا
الإمارات أولى وجهات الشحن الجوي للناقلة الرواندية
على الرغم من التحديات العالمية، أظهر الاقتصاد الرواندي - وفقاً لبيانات البنك الدولي - مرونة في عام 2022 في أعقاب جائحة كوفيد، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 8.2%، وحقق اقتصاد رواندا خلال الربع الأول من عام 2023 نمواً بلغ 9.2 % ليجعلها من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم. الروابط التجارية المتنامية أمراً حيوياً لتعزيز النمو الاقتصادي، ما يستوجب تسهيل حركة البضائع وتوسيع خيارات النقل، من بينها الشحن الجوي. في رواندا البلد الأفريقي الذي لا يتمتع بإطلالة بحرية، تزداد أهمية الشحن الجوي، كرافد مهم لتطوير التجارة الخارجية، وهذا يعزز أهمية إنشاء مركز للشحن الجوي في العاصمة كيغالي، خاصة أن المنتجات الزراعية سريعة التلف تشكل نسبة كبيرة من تجارة رواندا الخارجية، إضافة إلى المنسوجات والملابس والماشية والأدوية، ما يزيد الأهمية الاستراتيجية لتطوير نافذة فعالة للشحن الجوي.
«سنغافورة منطقة وسط أفريقيا»
وتتعزز مكاسب الشحن الجوي بالاستفادة بكفاءة من موقع رواندا، والاستمرار في تطوير البنى التحتية في البلاد، بما يتوافق أيضاً مع رؤية فخامة بول كاغامي، رئيس رواندا الذي يطمح في تحويل العاصمة كيجالي إلى «سنغافورة منطقة وسط أفريقيا».
طفرة في التجارة الثنائية
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات ورواندا عام 1995 وتطورت عام 2015 بتدشين مقر لسفارة رواندا في أبوظبي وقنصلية في دبي، وبافتتاح مقر لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة الرواندية كيغالي عام 2018.
تشهد العلاقات التجارية بين الإمارات ورواندا نمواً كبيراً، فرواندا تعد نافذة رئيسية للصادرات الإماراتية إلى منطقة شرق أفريقيا وبخاصة منطقة البحيرات العظمي الأفريقية التي تشمل بوروندي وأوغندا والكونغو الديمقراطية وتنزانيا.
مضى أكثر من عام منذ أن بدأت طائرة الشحن الرواندية عملياتها في دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 2022، ما يؤكد الشراكة التجارية القوية بين الإمارات العربية المتحدة ورواندا، التي أثمرت تجارة ثنائية بين البلدين، بلغ حجمها مليار دولار أميركي في عام 2022 بعدما كانت 100 مليون دولار أميركي في عام 2012، واقترب التجارة في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023 من مليار دولار أميركي.
الأهمية التجارية للإمارات
وخلال احتفالية أجريت يوم 20 فبراير في دبي، قال جون ميرنجي، سفير رواندا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة: «كانت دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الوجهات الأولى لطائرة الشحن المخصصة الأولى لشركة RwandAir. وهذا يعكس الكثير من الأهمية السوقية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتزام رواندا الجريء بربط أفريقيا بالعالم». وأضاف أن «طائرة الشحن المخصصة بمثابة دفعة مطلوبة للغاية للتجارة بين رواندا والإمارات العربية المتحدة مع استمرار نمو التجارة بين البلدين الصديقين».
رسالة تقدير للشراكة مع الإمارات
وفي تصريح خاص لـ «الاتحاد»، قال إرنست موشي، الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات التشغيلية في RwandaAir: «جئنا إلى دبي لحضور فعاليات شركة رواندا للشحن الجوي، أساساً للتعبير عن تقديرنا لشركائنا على مدار العام الماضي فيما يتعلق بإطلاق عمليات الشحن»، مشيراً إلى أن الشركة الرواندية خصصت أسطولاً للعمل في دبي، أيضاً في الشارقة، مبدياً تطلع الشركة للعمل في مطارات أخرى في المستقبل القريب. وأكد «إرنست» أن الاحتفال شهد تكريماً للعاملين في الناقلة الوطنية، من خلال منحهم جوائز أفضل أداء. وأضاف «إرنست» أن الاحتفال يحمل من دبي رسالة تقدير للشراكة التجارية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك التقدير لمشغلي الشحن، والتأكيد على الأفق الواعدة للشراكة بين الإمارات ورواندا، خاصة في المجالات التجارية في إطار علاقات جيدة جداً، لذلك، نحن نشجع الشركاء الجدد الذين يرغبون حقاً في الشراكة معنا.
وفي المستقبل، يرى «إرنست» إن RwandaAir تخطط لفتح محطات جديدة لعمليات الشحن بشكل رئيسي داخل أفريقيا، في إطار جهود تسعى إلى تحويل كيجالي مركزاً قوياً لعمليات الشحن من خلال إبرام شراكات حقيقية مع بلدان أخرى. ولفت «إرنست» الانتباه إلى مشروع كبير لتدشين مطار جديد جارٍ العمل على إنجازه «مطار بيجوسيرا» جنوب شرق رواندا، مؤكداً تطلع بلاده لتطوير عمليات الشحن الجوي، ونفل الركاب إلى مستوى جيد جداً. استثمار الموقع الجغرافي لدى رواندا رحلات شحن جوي عبر عدد من الوجهات الرئيسية في أفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك جنوب أفريقيا وكينيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن المأمول الاستفادة بكفاءة من الموقع الجغرافي لرواندا شرق القارة الأفريقية، فرواندا الواقعة بشرق أفريقيا والقريبة من دول وسط القارة السمراء، لديها فرص واعدة في الشحن الجوي، خاصة أنها تتمتع ببيئة محفزة على الأعمال التجارية، وقادرة على جذب المستثمرين الأجانب، وهو ما نجحت فيه خلال السنوات الأخيرة.
خيار يضمن المزايا التجارية
الشحن الجوي مسار مهم مقارنة بالتجارة عبر الطرق البرية من الموانئ الأقرب إلى رواندا مثل ميناء «مومباسا» في كينيا أو ميناء «دار السلام» في تنزانيا، على بعد 1500 كيلو متر، والوصول للميناءين غالباً ما يكون بتكلفة عالية وعرضة للتأخير والمشاكل اللوجستية، وبالتالي تصبح خدمات التأمين والشحن على النقل البري أكثر صعوبة. وتتبنى «إيفون ماكولو»، الرئيس التنفيذي لشركة RwandAir، هذه الرؤية، مؤكدة «أهمية الشحن المتزايدة لصناعة الطيران، وباعتبارنا دولة غير ساحلية، فإننا ندرك قيمة خطوط الشحن الجيدة»، وأضافت «نريد أن نضمن أن أفريقيا مرتبطة بالعالم بسلاسة، ما يدفع النمو الاقتصادي والصفقات التجارية».
فرصة لتصدير المنتجات الزراعية
ولا شك أن تعزيز خطوط الشحن الجوي يفتح فرصاً لنمو التجارة في المنتجات الزراعية، فالزراعة محور رئيس في «رؤية رواندا 2050»، تستوعب، حسب بيانات البنك الدولي، 62.3 في المائة من إجمالي القوى العاملة في البلاد، ومجال رئيسي لاستثمارات القطاع الخاص. وتكمن أهمية الشحن الجوي في تسهيل فرص تصدير المنتجات الزراعية الطازجة التي تتميز بها رواندا مثل فاكهة الباشن فروت، والبازلاء، والفلفل الحار، والفطر، وهي فرص رصدتها دراسة أجرتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عام 2018، ويمكن استثمارها ضمن أطر الشراكة التجارية الواعدة التي تعود بالمكاسب لجميع أطرافها، وفق منطق «الكل رابح».