قصص كثيرة عن الأصوات الغريبة تحت الماء منذ آلاف السنين، لكن الأمر استغرق حتى منتصف القرن العشرين ليتمكن العلماء من تحديد أحد الأسباب: إنها الحيتان. لطالما كانت الأصوات الصادرة عنها لغزاً محيراً للعلماء، فالحيتان تستخدم أحبالها الصوتية. ولكن كيف؟ نيويورك تايمز، رصدت تفاصيل تجارب غير عادية على أعضاء تم انتشالها من ثلاثة أنواع مختلفة من حيتان نفقت حديثاً، للتعرف على الطريقة التي من خلالها تصدر أصواتها، أو بالأحرى تنادي بعضها بعضاً.
تستخدم الحيتان حناجرها مثل الفلين لإغلاق مجاريها الهوائية؛ لقد طورت طريقة لإصدار الأصوات في تجاويفها الأنفية بدلاً من ذلك. لكن العلماء يشتبهون في أن الحيتان لا تزال تستخدم صناديق الصوت الخاصة بها.
مجلة «نيتشر» قدمت أول أمس الأربعاء دراسة حاولت من خلالها تفسير مراحل إصدار الصوت من الحيتان، ويبدأ التفسير من «صندوق الصوت»، أو الحنجرة، وقال كوين إليمانز، مؤلف الدراسة وأستاذ علم الأحياء: «لقد تطورت الحنجرة عندما زحفت الأسماك خارج البحر واحتاجت الحيوانات إلى طريقة لفصل الهواء الذي تتنفسه عن الطعام الذي تتناوله». تعمل الحنجرة كغرفة انتظار قبل القصبة الهوائية، مع غطاء من الأنسجة يسمى لسان المزمار يمنع الطعام والشراب من السقوط في القصبة الهوائية. أسفل لسان المزمار بقليل، تطورت لدى الثدييات طيات إضافية من الأنسجة، تسمى الحبال الصوتية أو الطيات الصوتية، والتي تنتج الأصوات عندما يتسبب هواء الزفير الذي تطرده الرئتان في اهتزازها. المأمول أن تغير التجربة وجهة نظرنا حول كيفية إصدار الحيتان لهذه الأصوات، وربما تظهر لنا الآلية التي قد تستخدمها الحيتان لإصدار أكثر من صوت في الوقت نفسه. (الصورة من خدمة نيويورك تايمز)