أسماك مملحة يتم تجفيفها بأشعة الشمس بجزيرة «بولاو رون»، الواقعة ضمن منطقة بحر باندا في إندونيسيا الدولة المكونة من 17500 جزيرة، المشهد يلفت الانتباه إلى ميزة أخرى للجزيرة، تكمن في التوابل. «بولاو رون» هذه الجزيرة الصغيرة في إندونيسيا كانت مصدر جذب للهولنديين لما تتميز به من توابل خاصة «جوزة الطيب»، ويعيش سكانها البالغ عددهم 2000 نسمة في قرية واحدة بجوار الخليج الوحيد بالجزيرة. تتجمع المنازل الملونة ذات الأسطح المعدنية على طول الواجهة البحرية وعلى جانب التل، عند انخفاض المد، ترقد العشرات من قوارب الصيد على الشاطئ. وفي هذه الجزيرة لا توجد سيارات أو طرق، ولا يوجد بها سوى حوالي 20 دراجة نارية. ويجول معظم الناس عبر ممرات المشاة المرصوفة أو صعود السلالم شديدة الانحدار، وغالبًا ما يحملون أباريق بلاستيكية من المياه من آبار القرية العديدة أو أحياناً يجرون أسماك التونة الطازجة. «بولاو رون» واحدة من 11 جزيرة صغيرة تشكل مجموعة جزر باندا، والتي كانت في السابق المكان الوحيد الذي تنمو فيه جوزة الطيب.

وفي الشمال تقع جزر مالوكو الأكبر حجماً، والتي تشتهر بالقرنفل. كانت مجموعتا الجزر معروفتين لدى المستعمرين الأوروبيين باسم جزر التوابل. خلال القرن السابع عشر الميلادي، وفي ظل احتياج الأوروبيين للتوابل، حركوا أساطيلهم وبدأت موجة من الاستكشاف العالمي، خاصة بعدما وصل البريطانيون إلى الجزيرة لأول مرة عام 1603. وعلى حد تعبير المؤرخ جون كيي، فإن رون هي «البذرة التي نمت منها الإمبراطورية الأكثر اتساعاً التي شهدها العالم على الإطلاق».

(الصورة من خدمة نيويورك تايمز)