إذا كان عيد الميلاد يبدو في البطاقات البريدية على شكل يوم عطلة يتساقط فيه الثلج، فإن قلة قليلة من الأماكن حول العالم تشهد «عيد ميلاد أبيض» (عيد ميلاد يسقط فيه الثلج) بالفعل لأن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية يكون منغمساً في حرارة الصيف، في حين يعيش معظم الناس في النصف الشمالي من الكرة الأرضية إلى الجنوب من المكان حيث توجد الثلوج. غير أنه في بعض الأماكن وبعض الأوقات، يمكن أن يكون الطقس يوم عيد الميلاد متطرفاً بعدة طرق. ولنلقِ في ما يلي نظرة على نطاق الظواهر الجوية المتطرفة التي لوحظت في عيد الميلاد عبر العالم.
نظراً لأنه يأتي قبل أسابيع قليلة من أبرد فترة في العام، قد يكون وقت عيد الميلاد بارداً جداً في نصف الكرة الشمالي. ووفقاً لعالم المناخ المقيم في ألاسكا بريان بريتشنايدر، فإن هذا اليوم سبق أن شهد درجات حرارة منخفضة جداً وتساقط كثير من الثلوج:
- ففي الولايات الأميركية الـ 48 السفلى، بلغت أدنى درجة حرارة في عيد الميلاد 46 درجة تحت الصفر في ريفرسايد بولاية أوريغون عام 1924.
- وبلغت أدنى درجة حرارة في أيام عيد الميلاد في ألاسكا 54 تحت الصفر في ألاكيت في 1994.
- وسقطت أكبر كمية من الثلوج في عيد الميلاد (متر و12 سنتمتراً) في جبل رينييه في ولاية واشنطن في 2015
وعلاوة على ذلك، فإن رياحاً قطبية قوية جداً يمكن أن تجتاح الولايات الـ 48 السفلى خلال فترة عيد الميلاد. وكانت أقوى رياح من هذا النوع وقعت عام 1983، في حين حدثت موجة برد شديدة أخرى في 1980.
وفي 1983، حُطم أكثر من 100 رقم قياسي للبرد في مدن عبر وسط الولايات المتحدة وشرقها. وخلال موجة برد 1980، انخفضت درجات الحرارة إلى 37 تحت الصفر في ولاية نيويورك.
وفي بعض الأحيان، تحدث عواصف شتوية كبيرة. فالعام الماضي، تزامن انتهاء واحدة من أسوأ العواصف الثلجية المسجلة في تاريخ بوفالو (بولاية نيويورك) مع فترة أعياد الميلاد.
وفي 2002، ضربت عاصفة ثلجية ضخمة شمال الولايات المتحدة الشرقي، حيث بلغ مستوى ارتفاع الثلوج أكثر من 30 سنتمتراً في الداخل وبضعة سنتمترات في المدن الكبيرة بمحاذاة الطريق رقم 95 الرابط بين الولايات.
وحتى في بعض المناطق ذات الارتفاعات المنخفضة، شهد عدد من المواقع، حيث يندر تساقط الثلوج، عادة عيد ميلاد أبيض، بما في ذلك: توسون في 1987، ولاس فيجاس في 1988، وكوربوس كريستي في 2004، وأتلانتا في 2010، ودالاس في 2012.
ورغم أن أعياد الميلاد تأتي بعد أيام قليلة من الانقلاب الشتوي، إلا أن الجو يمكن أن يكون حاراً في جنوب الولايات المتحدة. ففي ولاية تكساس، بلغت درجة الحرارة 33 درجة في عدد من المواقع في سنوات مختلفة. كما يمكن أن تحدث عواصف رعدية قوية خلال العطلة. ففي 2012، جلبت موجة أعاصير أكثر من عشرين إعصاراً عبر الجنوب - وهي أكبر موجة من هذا النوع يتم تسجيلها في عيد الميلاد على الإطلاق.
يبلغ متوسط درجات الحرارة خلال عيد الميلاد حول منطقة القطب الشمالي ما بين 23 تحت الصفر و28 درجة تحت الصفر. وعادة ما تكون سيبيريا الروسية أبردَ منطقة في نصف الكرة الأرضية خلال فصل الشتاء، وهذا يسري على الخامس والعشرين من ديسمبر أيضاً.
متوسط درجات الحرارة هناك يناهز 34 تحت الصفر إلى 40 تحت الصفر في عيد الميلاد. ولكن درجات الحرارة المنخفضة في شمال سيبيريا قد تنخفض إلى ما بين 51 تحت الصفر و62 درجة تحت الصفر. وهذا العام قد يكون الجو بارداً لهذا الحد في غرينلاند حيث يوجد حالياً بعض الهواء الأكثر برودة.
وشمال خط عرض 50 درجة تقريباً، يُعد عيد الميلاد الأبيض القاعدة في معظم أنحاء روسيا وألاسكا وكندا وغرينلاند والدول الاسكندنافية. وهو أيضاً القاعدة في المناطق التي يبلغ ارتفاعها إلى 2286 متراً أو أكثر حتى في خطوط العرض الوسطى.
خبير الأرصاد الجوية المقيم في إنجلترا مارك فوغان جمع بعض التفاصيل حول حالة الطقس في عيد الميلاد في المملكة المتحدة، وأشار إلى أن أعمق ثلوج سُجلت في إنجلترا يوم 25 ديسمبر بلغت 43 سنتمتراً في عامي 1981 و2009. وبلغت أعمق ثلوج تم قياسها في كل المملكة المتحدة 46 سنتمتراً في كيندروغان، اسكتلندا في 1981.
أما هذا العام، فقد كان سُمك الغطاء الثلجي في أميركا الشمالية الأدنى على الإطلاق في مثل هذا الوقت من العام، كما أنه أقل من المعدل الطبيعي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
مع حلول فصل الصيف، يختفي الثلج عموماً في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. والحالة التي تشذ عن هذه القاعدة هي الأنهار الجليدية الموجودة في المناطق المرتفعة لجبال الأنديز وبالطبع القارة القطبية الجنوبية المتجمدة. وهذا العام، كان تساقط الثلوج في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية أعلى من المتوسط بسبب وجود كمية كبيرة من الثلوج في جبال الأنديز.
عدد من قمم الجبال في نيوزيلندا يفوق ارتفاعها أيضاً 3048 متراً وتحتفظ ببعض الثلوج والأنهار الجليدية. كما أن أعلى قمة في أفريقيا - جبل كليمنجارو – يتجاوز ارتفاعها 5791 متراً. ولديها القليل من الثلوج فقط على الرغم من انحسار أنهارها الجليدية.
وشهد النصف الجنوبي من الكرة الأرضية في فترة عيد الميلاد بعض الأحداث الجوية التي لا تنسى. ففي 25 ديسمبر 1975، ضرب إعصار تريسي داروين الأسترالية، وأتى هذا الإعصار الذي ينتمي إلى الفئة الثالثة على كل المدينة.
وإذا كانت أيام الشاطئ أو المسبح أكثر شيوعاً في فترة عيد الميلاد، فإن أجزاء من أستراليا شهدت أيضاً تساقط ثلوج خلال العطلات. ففي 2006، مثلاً، تجمدت جبال فيكتوريا ونيو ساوث ويلز وتسمانيا واكتست طبقة جديدة من الثلج.
غير أنه في كثير من الأحيان يكون الجو حاراً، إذ يمكن أن ترتفع درجات الحرارة إلى 43 فهرنهايت أو حتى 48 درجة عبر قطاع كبير من أستراليا وكذلك في عدد من البلدان عبر أميركا الجنوبية. كما يُعد بلوغ الرقم القياسي أو تحطيمه أمراً شائعاً أيضاً في أجزاء من أفريقيا.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»