تستخدم «ماكيا» مشطاً كهربائياً للتعامل مع شجرة الزيتون وقطف ثمارها بعد أن نضجت وجاء موسم حصادها. إنه أرقى أداة تكنولوجية يمكن أن يحصل عليها مزارع صغير مثل ماكيا، خاصة في ظل المصاعب التي يتعرض لها المزارعون الإيطاليون بسبب ارتفاع التكاليف وضغوط الطقس القاسي. المشط الكهربائي ذو الذراع البالغ طولها 10 أقدام، من أحدث ما أنتجته التكنولوجيا الزراعية المتطورة، وهو مزود بأسنان طويلة بغية استخراج الفاكهة العنيدة من أعلى أغصان الشجرة، حيث يهز تاج الشجرة بقوة، لتتساقط حبات الزيتون على الشباك الخضراء أسفلها. أما مزرعة ماكيا على سفح تل توسكان خارج بيتشيولي بجنوب شرق مدينة بيزا الإيطالية، فتعود إلى القرن التاسع عشر، وكذلك شجرة الزيتون الظاهرة في الصورة، إذ يقدر عمرها بنحو 200 عام.
ورغم التزود بهذه الآلة التكنولوجية الجديدة واستخدامها لأول مرة في موسم الحصاد الحالي، فإن المحصول ليس سوى جزء يسير من محصول العام الماضي، حين كانت ماكيا تهز شجرة الزيتون بقوتها البدنية فحسب. فالمزارعون الإيطاليون، لاسيما في هذه المنطقة، يعانون العواقب السيئة لسوء الطقس خلال الأشهر الأخيرة، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في جميع أنحاء إيطاليا في اقتلاع العديد من زهور وثمار الزيتون من أشجاره قبل أن يتشكل كفاكهة. وفي محاولة لتعويض المحصول والنقص في الأرباح، لجأ صغار المزارعين إلى استضافة السياح الذين أصبح بعضهم يقيم في مزرعة ماكيا، ويساعدونها على قطف الزيتون، بينما يستكشفون المنطقة خلال فترات راحتهم. أما المكافأة التي ينالونها لقاء ذلك الجهد فهي غرشة نصف لتر زيت بكر يعودون بها معهم بعد أن استمتعوا لأيام في مزرعة ماكيا. (الصورة من خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سيندكيشن»)