في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة لتعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، تؤكد قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في كل المناسبات على أهمية دعم الجهود الدولية المشتركة لتسوية الصراعات المشتعلة في عدد كبير من مناطق العالم وتكريس أسس السلام ومبادئ التعايش المشترك وقيم الأخوة الإنسانية.
وفي هذا السياق، فقد أكد صاحب السمو رئيس الدولة أن الإمارات تؤمن بالدور الحيوي للعمل الدولي متعدد الأطراف في تحقيق السلام والازدهار لمصلحة الشعوب كافة، وكان ذلك بمناسبة مشاركة سموه في اجتماع قمة قادة مجموعة العشرين التي عُقدت أول من أمس الأربعاء، عبر تقنية الاتصال المرئي، ودعا إليها رئيس وزراء جمهورية الهند، ناريندرا مودي، الذي ترأس بلاده المجموعة للعام الجاري، من أجل مراجعة التقدم المحرز في أهداف القمة الـ18 للمجموعة التي استضافتها نيودلهي خلال سبتمبر الماضي.
وتكشف التحركات المكثفة التي تقوم بها أو تقودها دولة الإمارات فيما يخص تطورات الأوضاع في قطاع غزة سواء داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة أو خارجهما عن الجهود الدؤوبة التي تبذلها دولة الإمارات لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بقدر ما تكشف في الوقت نفسه عن الدعم الإماراتي الثابت للأشقاء الفلسطينيين على المستويين السياسي والإنساني، وهو ما عكسته كلمة صاحب السمو رئيس الدولة خلال اجتماع القمة المذكور.
فقد أكد سموه، أن القمة تعقد في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية وضعاً خطراً ومتفاقماً على جميع المستويات، يحتاج إلى تحرك دولي جاد وعاجل لوقف إطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم بآليات آمنة ومن دون أي عوائق.
وبمناسبة مشاركة صاحب السمو رئيس الدولة في الاجتماع الافتراضي لمجموعة بريكس بشأن قطاع غزة، يوم الثلاثاء الماضي، أكد سموه أن الوضع الخطير في القطاع يتطلب العمل المشترك على توفير الحماية للمدنيين وضمان ممرات مستدامة وآمنة لوصول المساعدات الإنسانية للسكان والوقف الفوري لإطلاق النار، مشيراً سموه إلى أن الأزمة الحالية تؤكد أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لتسوية الصراع، وعلى المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في إيجاد أفق لهذا السلام.
ومن اللافت للنظر في مساعي دولة الإمارات المتواصلة لتكريس قيم السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، تخصيص الدولة خلال استضافتها بعد أيام قليلة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب28» الذي سيعقد في إكسبو دبي، يوماً للإغاثة والتعافي والسلام، ويهدف هذا اليوم لتسليط الضوء على الترابط بين التغير المناخي والسلم والأمن، واقتراح حلول عملية لتفادي العبء الناجم عن تأثير تغير المناخ على الاستقرار، ما يعكس محاولة ذكية من قبل الإمارات لتوظيف التجمع الدولي الحاشد في هذا المؤتمر لصالح تعظيم الجهود المبذولة لنشر السلام والتعايش المشترك.
وفي الواقع، فإن ثمة علاقة تبادلية واضحة بين تزايد حدة تداعيات التغيرات المناخية واضطراب الأمن والسلم الدوليين، حيث إن تدهور الظروف المناخية يتسبب في حدوث الكثير من الصراعات التي تهدد استقرار الشعوب وتخلف المزيد من الكوارث البيئية، التي يجب التصدي لها من خلال شراكات دولية فاعلة وهو ما تسعى لتحقيقه دولة الإمارات، كهدف رئيس لها.
إن دولة الإمارات التي تؤمن بشكل مطلق بالأهمية الحاسمة لتحقيق السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي تنطلق في ذلك من إيمان قيادتنا الرشيدة بالمصير المشترك للبشرية، ومن ثم فهي لا تدخر جهداً لتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية والتعايش المشترك كركيزة أساسية للتفاعل بين الأمم والشعوب.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية