ما يزال الجدل دائراً في أستراليا حول ما إذا كان لسكانها الأصليين، والمقدَّر عددهم بنحو مليون نسمة، حق التمثيل في البرلمان. وللحسم في هذا الجدل، أُجري استفتاءٌ، أمس السبت، يحتمل أن تكون نتيجته الإبقاء على حرمان الشعوب الأصلية لأستراليا من أي صوت لها في البرلمان الوطني. لكن لا أحد يجادل حول حق الأستراليين الأصليين في التعبير عن ذاتهم العميقة وتسجيل ذاكرتهم الجمعية من خلال الرسم والنحت. وهنا داخل «وكالة مانكاجا لموارد الفنون» في بلدة فيتزروي كروسينج بغرب أستراليا، يجري تجهيز وعرض لوحات ومنحوتات لأبناء البلدة. وقد تشكل المركز بمبادرة بعض النشطاء، بغية إظهار الهوية الثقافية والذاكرة التاريخية للسكان الأصليين في وادي فيتزروي الذي يمتد مع روافده مئات الكيلومترات في غرب أستراليا، محاطاً بسهوله الفيضية الشاسعة، حيث تتناثر قرى مجتمعات السكان الأصليين الذين يشكلون ما نسبته 80% من مجموع سكان الوادي. وهم ينقسمون إلى خمس مجموعات لغوية تنحدر كلها من الشعوب الأصلية التي عاشت في البر الرئيسي لأستراليا وعلى الجزر المرتبطة بها قبل حِقبة الاستعمار البريطاني للبلاد. ورغم أن السكان الأصليين لأستراليا استقروا فيها قبل نحو 65 ألف عام من الآن، وفقاً للمتحف الوطني الأسترالي، فهم يعانون التمييز منذ نهاية القرن الثامن عشر إثر وصول المستوطنين البريطانيين. وقد ظلوا محرومين من حقّ التصويت في بعض الولايات والأقاليم الأسترالية حتّى الستينيات. وما تزال أوجه اللامساواة جلية في حياتهم، إذ يعانون من ظروف عيشهم ومن محدودية قدرتهم على النفاذ إلى الخدمات الصحية والتعليمية. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)