مدارس «أكاديمية الفلاح».. التعليم للجميع
تؤكد المبادرات المستمرة التي تطلقها دولة الإمارات في مجال التعليم، الحرص الشديد من قِبل قيادتنا الرشيدة على توفير التعليم المتطور لجميع أفراد المجتمع، حيث تم في هذا الإطار إطلاق مدارس «أكاديمية الفلاح» لأبناء المقيمين في أبوظبي والعين، والتي دشّنت عامها الدراسي الأول (2023 – 2024) بمدرستين في كلّ من أبوظبي والعين، واستوعبت كل واحدةٍ منهما 1125 طالباً وطالبة من مرحلة الروضة الأولى حتى الصفّ الثامن.
ويأتي هذا الصرح التعليمي الجديد ترجمةً لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يعطي التعليم أولوية مطلقة كرهان مستقبلي لتحقيق طموحاتنا الكبرى، وهنا تجدر الإشارة إلى قول سموه: «التعليم يمثل أولوية وطنية قصوى، كما أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي الذي ننشُده».
وفي الواقع، فإن الهدف الأساسي من تأسيس مدارس «أكاديمية الفلاح»، هو ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة بتوفير التعليم للجميع، عبر إتاحته لفئات الطلبة الذين تستدعي ظروفهم الاجتماعية دعماً ومساندة بما يعزز مواصلتهم للتعليم، فهذه المدارس عبارة عن منظومة تعليمية متكاملة غير ربحية مُوجَّهة لخدمة المجتمع، ما يجعل منها إحدى المبادرات الوطنية الرائدة في قطاع التعليم، وقد روعي في تحديد الرسوم الدراسية أن تكون رمزيةً، وفي متناول جميع أولياء الأمور، مع توفير بيئة تعليمية متميزة، ومرافق وتجهيزات ومختبرات تدريبية، وصالات للأنشطة اللاصفية، وغيرها من مستلزمات العملية التعليمية.
وقد أشار معالي أحمد محمد الحميري، أمين عام ديوان الرئاسة، إلى أن الأكاديمية في رؤيتها ورسالتها تركز على أن تكون مدارسها مؤسسات تعليمية رائدة، مواكبة لمعايير الجودة العالمية، وموفرة لبيئة تعليمية آمنة متميزة، إلى جانب الاهتمام بتعزيز قيم المجتمع، وتزويد الطلاب بالمعارف والمهارات والخبرات المؤهلة لهم لحياة تعليمية ومهنية واجتماعية إيجابية ناجحة.
وتركز مدارس «أكاديمية الفلاح»، في رسالتها التعليمية على بناء الشخصية المعتزة بهويتها والفخورة بإرثها التاريخي، والقادرة على التكيف، والمتطلعة لمواكبة التطورات العلمية والتقنية، وتطبق هذه المدارس منهاج وزارة التربية والتعليم، وتركز على التميز في الدراسات العملية والاجتماعية والهوية الوطنية، وتعمل على تعزيز وصقل شخصية الطالب، واكتسابه المعارف والعلوم والمهارات العصرية. أما بالنسبة للكادر التعليمي والمرافق المدرسية، فقد حرصت الأكاديمية على استقطاب كفاءات تدريسية وإدارية متميزة، كما روعي في تصميم المدارس تهيئة البيئة المشجعة على الإبداع والابتكار، من خلال مرافق تعليمية متطورة، وبنية تحتية تعتمد على التطبيقات الإلكترونية الذكية، وكذلك المختبرات وصالات الأنشطة التربوية والملاعب الرياضية، والإشراف الاجتماعي والتربوي الذي يحظى به الطالب خلال وجوده في المدرسة.
ومن المتوقع أن تشهد هذه المدارس توسعاً العام الدراسي المقبل، بافتتاح مدرستين جديدتين في مدينة بني ياس في أبوظبي، ومنطقة الجيمي في مدينة العين، تستقطبان الطلبة حتى الصف الثاني عشر بطاقة استيعابية 1750 طالباً وطالبة لكل مدرسة، بما يتيح الفرصة أمام أعداد كبيرة من الطلبة المقيمين للالتحاق بها، ويخفف العبء عن كاهل شريحة من الأُسر في المجتمع.
إن مدارس «أكاديمية الفلاح» هي مبادرة حيوية تمثل إضافة مهمة لتطوير قطاع التعليم في دولة الإمارات، هذا القطاع الذي يُعدّ إحدى أهم الركائز الحيوية التي تسهم في دفْع مسيرة التنمية والبناء.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.