تبذل المكسيك جهوداً ضخمة لمراقبة حركة المرور والهجرة منذ أن أصبحت هدفاً لآلاف المهاجرين الذين يحاولون عبورها وصولا إلى الولايات المتحدة. وتمثل الهجرة تحدياً كبيراً للمكسيك وباقي بلدان أميريكا الوسطى التي تتعرض لضغوط من واشنطن بغية ضبط الحدود ومضاعفة الرقابة عليها منعاً لتدفق المهاجرين. وأدى ارتفاع عدد المهاجرين الذين يتجهون شمالا، ومعظمهم من أميركا الجنوبية، إلى فرض ضغوط متزايدة على المكسيك التي لجأت مع مرور الوقت إلى تطبيق مجموعة من التكتيكات لقمع العابرين باتجاه «الحلم الأميركي». وفي هذه الصورة نرى عشرات الأشخاص في منطقة «دارين جاب» الحدودية بين كولومبيا وبنما، وهي منطقة غابوية تغطي أقصى شمال كولومبيا وجزءًا كبيراً من المنطقة الجنوبية لبنما. في هذه الغابة التي تبلغ مساحتها عشرة آلاف ميل مربع لا وجود لطرق معبدة ولا لجسور ولا لشبكات هاتف محمول أو أي بنية تحتية أو مرافق خدمية من شأنها أن تعين على العبور بسهولة. تضم المنطقة بعض التلال الجبلية العالية، بالإضافة إلى مئات الأنهار والوديان ذات الغابوية الكثيفة. أما سكانها فقليلون للغاية ومعظمهم من مجتمعات السكان الأصليين، حيث تنشط العصابات الإجرامية في هذا الممر الغابوي الموحش الخالي من أي وجود للسلطة. ورغم كل العقبات والمخاطر فقد أصبحت منطقة «دارين جاب»، في السنوات الأخيرة، طريق عبور رئيسي للهجرة السرية، بل المسار البري الوحيد الذي يربط أميركا الجنوبية بأميركا الوسطى، ومن ثم فقد باتت الممر اليتيم بالنسبة للمهاجرين وطالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)