«الرقمنة» أسلوب حياة في الإمارات
يوافق اليوم، السابع عشر من مايو، اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، الذي يُحتفَل به سنويّاً منذ عام 1969، وهو يصادف الذكرى السنوية لتوقيع الاتفاقية الدولية الأولى للبرق وإنشاء الاتحاد الدولي للاتصالات، ويهدف الاحتفال به إلى إذكاء الوعي بالإمكانيات التي من شأن استعمال الإنترنت وغيرها من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن يوفرها لشتى المجتمعات والاقتصادات، وبالسبل المؤدّية إلى سدّ الفجوة الرقمية.
وتُمثّل هذه المناسبة فرصةً للحديث عن التطور الرقمي الكبير الذي شهِدته دولة الإمارات، في ظل تبنّي الجهات الحكومية العديد من الاستراتيجيات والخطط لتحديث قدراتها في مجال التحول الرقمي، من أجل مواكبة التحولات الكبرى المتسارعة في قطاع الاتصالات والمعلومات على الصعيد الدولي.
وفي الواقع، فإن التحول الهائل الذي شهِدته دولة الإمارات في المجال الرقمي، هو ثمرة تراكـم الإنجازات الكبيرة التـي تحقّقـت بفضل توجيهـات القيـادة الرشـيدة، فقد كانت دولة الإمارات صاحبة أول حكومة إلكترونية في المنطقة عام 2001. ومنذ ذلك الحين، أطلقت الدولةُ العديدَ من المشاريع في سبيل تطبيق التحول الرقمي في المجالات كافة.
وخلال مسيرة حافلة بالإنجازات، تكرّست ثقافة «الرقمنة» لتصبح أسلوب حياة في دولة الإمارات، ونجحت الدولة في إقامة مجتمع مبني على المعرفة من خلال العديد من المبادرات والأطر التنظيمية المتطورة، التي سبقت بها الدولةُ الكثيرَ من دول العالم، ومن ثم أصبحت لها مكانتها المرموقة عالميّاً في مجال التحول الرقمي الشامل.
وقد تضمّن هذا التحول محاورَ رئيسيةً عدة، من بينها تطوير بنية تحتية عالية المستوى، وبناء الممكّنات الرقمية، ووضع قوانين وسياسات موحدة مواتية لمتطلّبات العصر الرقمي، وتعزيز القدرات والكفاءات للاستفادة من مبادرات تكنولوجيا المعلومات لتحسين العديد من القطاعات، مثل التعليم والرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية والابتكار.
وثمّة استراتيجيات وجهود بارزة لدولة الإمارات في مجال التحول الرقمي، منها «استراتيجية الحكومة الرقمية لدولة الإمارات 2025»، و«نموذج الإمارات لنضج الحكومة الرقمية»، الذي يُسترشد به عند العمل على مختلف محاور التحول الرقمي، فضلاً عن «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي»، التي تُمثّل المرحلة الجديدة لما بعد الحكومة الذكية، والتي ستعتمد عليها البنية التحتية المستقبلية بما ينسجم وأهداف مئوية الإمارات 2071.
وبفضل هذه الجهود، بات للإمارات مكانتها المتميزة كدولة رقمية، وثمّة العديد من التقارير والمؤشرات الدولية التي تؤكد هذه الحقيقة، ومنها على سبيل المثال أنه خلال العام الماضي، تبوّأت الدولةُ المرتبةَ الأولى عربيّاً والثانية عالميّاً في استخدام الإنترنت، وحلّت في المركز الأول عربيّاً والتاسع عالميّاً في التجارة الرقمية.
وجدير بالذِّكر أن هذه الإنجازات الهائلة التي حقّقتها الدولة في مجال التحول الرقمي، ستكون لها انعكاساتها الإيجابية لجهة ترسيخ عملية التنمية المستدامة، وتعزيز النموذج التنموي المتميز لدولة الإمارات؛ ممّا يبشّر بمستقبل أكثر إشراقاً.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية