«يوم الأرض».. أكثر من مجرد فعالية
يمثل الاحتفال السنوي بيوم الأرض في 22 أبريل من كل عام، مناسبة مهمة على مستوى العالم، لنشر الوعي وتحفيز الجهود الدولية في مواجهة تحديات التغيُّر المناخي التي يشهدها العالم ونتائجها السلبية المتمثلة في تهديد التنوع البيولوجي، وتلويث الهواء والمحيطات، وارتفاع درجات الحرارة، والفيضانات وغيرها.
هذا الحدث السنوي الذي تم الاحتفال به للمرة الأولى عام 1970، ليس فقط يوماً مهماً لدولة الإمارات، بل هو مناسبة متكررة لإطلاق الدولة المزيدَ من المبادرات المهمة للمساعدة في اتخاذ السياسات اللازمة لحماية كوكبنا، كما يشكل فرصة للدولة لتعزيز الرسائل المتعلقة بجهودها من أجل ترسيخ التنمية المستدامة.
لقد أدركت الإمارات منذ وقت مبكر خطورةَ التحدّيات المتعلقة بالتغير المناخي، وعملت على اتخاذ خطوات متواصلة نحو مستقبل مستدام. وبدأ ذلك جلياً في رؤية الإمارات 2021 التي كانت تهدف إلى جعل الدولة واحدةً من أفضل دول العالم في تقديم الحلول المستدامة، ومنها أهداف الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وفي الواقع، فإن جهود دولة الإمارات نحو مستقبل مستدام لا تقتصر على حدودها فحسب، بل تمتد إلى المجتمع العالمي، حيث نفّذت الإمارات، كجزء من سياستها الخارجية، العديدَ من المبادرات الهادفة إلى دعم الدول الأخرى في التحوُّل نحو الممارسات الصديقة للبيئة، مثل نشر تقنيات الطاقة المتجددة. كما أسست جائزة زايد للاستدامة التي كانت انطلاقتها الأولى تحت مسمى «جائزة زايد لطاقة المستقبل»، وجاءت تخليداً لإرث القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتهدف لمكافأة المؤسسات والأفراد الذين تؤدي مبادراتهم إلى إحداث تأثير كبير نحو تحقيق حلول الطاقة المستدامة على مستوى العالَم. كما استضافت الإمارات العديدَ من الفعاليات التي كانت بمثابة منتديات دولية كبرى لتنسيق الجهود الدولية لمواجهة تحديات البيئة، وتعزيز جهود العمل في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة البيئية.
ويأتي «يوم الأرض» هذا العام في إطار تحضير الإمارات لاستضافة مؤتمر «كوب 28» الذي يمثل خطوةً مهمةً لرفع الوعي بخطر التغيُّر المناخي تماشياً مع المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050. ويتوج هذا المؤتمرُ جهوداً كثيفةً بذلتها الدولةُ في هذا السياق ومبادراتٍ حيويةً تم اتخاذها، مثل مبادرة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 التي تمثل علامة فارقة في مسيرتها التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود في العمل المناخي.
إن «يوم الأرض» مناسبة مهمة لتأكيد التزام دولة الإمارات الصارم تجاه قضايا المناخ، ولإبراز دورها المحوري في إيجاد حلول مستدامة والتأسيس لمستقبل مزدهر للأجيال المقبلة، سواء داخل حدودها أو من خلال جهودها التشاركية مع المجتمع الدولي الذي بات يدرك أكثر من أي وقت مضى الأهميةَ الكبيرةَ لمواجهة تحديات التغير المناخي بشكل جماعي.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية