نحاس مناجم تشيلي.. يحتاج إليه العالَم
تكافح المناجم في أكبر دولة منتجة للنحاس، بينما من المتوقع أن الطلب على الأسلاك المعدنية يسرِّع التحولَ بعيداً عن الوقود الأحفوري. ومؤخراً سجلت شيلي، التي تنتج ربع النحاس المستخرج في العالم، أدنى إنتاج شهري لها في ست سنوات. وقد أوضحت شركة «كوديلكو» Codelco العملاقة المملوكة للدولة أن مشاكل الإنتاج لعام 2022 ستزداد سوءاً هذا العام، حيث تسعى جاهدةً للاستفادة من مناطق جديدة ومن المخزونات القديمة بعد عقود من نقص الاستثمار.
تواجه المناجمُ معوقاتٍ بسبب القيود المفروضة على المياه في فترة الجفاف الطويلة، وكذلك سلسلة من النكسات التشغيلية وتأخيرات المشاريع، علاوة على تدهور جودة الخام. وهذه أخبار جيدة لعمالقة شركات إنتاج النحاس، لكنها تكثّف المخاوف من حدوث نقص يلوح في الأفق نظراً لأن النحاس مادة أساسية في انتقال الطاقة، ويستخدم في كل شيء من السيارات الكهربائية إلى توربينات الرياح.
وقال أندريه سوجاريت، الرئيس التنفيذي للشركة للصحفيين في سانتياغو الجمعة الماضي: «لقد كان عاماً معقداً من حيث الإنتاج والتكاليف وتوليد الفائض، وهو ما جعلنا نتحدى إيجادَ سبل لتحسين أدائنا في المستقبل».
وعكست العقودُ الآجلة للنحاس الانخفاضات المبكرة، يوم الجمعة، بعد إصدار الإنتاج التشيلي، ولم يتغير تداولها كثيراً في الساعة 12:30 مساء ذلك اليوم في نيويورك.
لا يوجد حل سهل لهذه المشكلة، حيث تتوقع شركة كوديلكو أن ينخفض الإنتاج بنسبة تصل إلى 7% هذا العام، بعد التراجع المسجل خلال عام 2022. وتتوقع أكبر شركة نحاس في العالم أن يتراوح إنتاجها بين 1.35 مليون و1.42 مليون طن متري في مناجمها المملوكة لها بالكامل في عام 2023.
وتحدث سوجاريت بعد أن قدم معهد الإحصاء في البلاد بيانات تُظهر انخفاضَ الإنتاج على مستوى البلاد بنسبة 12% في فبراير مقارنةً بشهر يناير، وهي أضعف نتيجة شهرية منذ أوائل عام 2017.
وبالنسبة لسوق النحاس العالمي، يشير انخفاض الإنتاج التشيلي إلى زيادة تشديد الإمدادات في وقت انتعش فيه الطلب الصيني بعد تخفيف القيود على الوباء. وفي بورصة لندن للمعادن، تقترب المخزونات من أدنى مستوياتها منذ 18 عاماً.
ومع ذلك، يرى سوجاريت أن السوق متوازنة إلى حد ما في الوقت الحالي، وهو يتوقع أسعاراً تتراوح بين 3.50 دولاراً و4.40 دولاراً للرطل، مقارنةً بما يزيد قليلاً على 4 دولارات في الوقت الحالي.
في العام الماضي، عانت الشركة حوادث مؤسفة، بما في ذلك انهيار الصخور وأعطال المعدات وتجميد السدود، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 11%، ليبلغ 1.45 مليون طن متري فقط.
وقال سوجاريت، إن شركة كوديلكو تطور العديد من المشاريع الكبيرة في وقت واحد، في محاولة لاستعادة الإنتاج بحلول نهاية العقد. وهذه مهمة صعبة، حيث تكافح الصناعة في مواجهة التحديات اللوجستية التي فرضها وباء «كورونا»، وتفاقمت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
جيمس آتوود
صحفي بارز لدى بلومبيرج
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»