ضمِنت دولةُ الإمارات العربية المتحدة استضافةَ النسخة الثالثة من مؤتمر الطيران وأنواع الوقود البديل المرتبط بملف البيئة والطاقة النظيفة، المقرّر عقده العام المقبل، وذلك خلال جلسة مجلس منظمة الطيران المدني الدولي «الإيكاو» التي عُقدت مؤخرًا في مقر المنظمة بكندا. وصُمّم هذا الحدثُ ليكون بمنزلة مكان اجتماع للقادة في صناعة الطيران والخبراء في الوقود المستدام، بهدف تبادُل المعرفة، وتحديد الفرص للحد من انبعاثات الكربون من السفر الجوي.
وتأتي استضافةُ الدولة لمؤتمر الطيران وأنواع الوقود البديل تزامنًا مع استعداداتها لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ «كوب 28»، الذي يُمثّل منصةً عالميةً وفرصةً مهمةً لتحقيق مجموعة من الأهداف المجتمعة، من أهمّها تسهيل التحول العالمي إلى الاقتصاد الأخضر، وتحقيق الاستدامة والتنوع الاقتصادي وزيادة النمو، إضافة إلى مناقشة التحديات المناخية والحلول المثلى لمواجهتها، كما يتوافق مع إعلان الإمارات عام 2023 عامًا للاستدامة، بما يُعزز من جهود الدولة في قيادة ملف التغيير المناخي في قطاع الطيران على مستوى المنطقة، وملف الوقود على مستوى العالم.
يُعدّ المؤتمر جزءًا مهمًّا من الجهود العالمية لتعزيز السفر الجوي المستدام. وتُسهم صناعة الطيران بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث يقدِّر البنك الدولي أنها مسؤولة عن نحو 2 في المئة من انبعاثات الكربون في العالم. ومع استمرار نمو الطلب على السفر الجوي، يُتوقّع أن يرتفع هذا الرقم، مما يجعل إيجاد طُرق لتقليل التأثير البيئي للقطاع أكثر أهميةً من أي وقتٍ مضى.
ودولةُ الإمارات العربية المتحدة هي البلد المضيف المناسب لهذا الحدث، حيث كانت في طليعة الترويج للطاقة المتجدّدة في السنوات الأخيرة، وأطلقت عددًا من المبادرات التي تهدف إلى الحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري، بما في ذلك بناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالَم، وفرض ضريبة الكربون. كما استثمرت الإمارات بشكل كبير في تطوير وقود الطيران المستدام، المصنوع من الزيوت النباتية، أو نفايات الزيوت، أو حتى من الطحالب.
من خلال استضافة المؤتمر، الذي سيجمع خبراء من القطاعيْن العام والخاص، بمن في ذلك ممثلون عن شركات الطيران ومنتجو الوقود وصُناع السياسات، تُتاح لدولة الإمارات الفرصةُ لعرض خبرتها في مجال الطيران المستدام، ومشاركة الدروس المستفادة مع الدول الأخرى وقادة الصناعة. وسيُوفر المؤتمر فرصة لعرض أحدث التطورات في مجال البحث والتطوير في مجال الوقود البديل، إضافة إلى مبادرات السياسات التي يُمكن أن تساعد في تسريع اعتماد وقود الطيران المستدام.
وبذلك، يؤكّد دور دولة الإمارات في استضافة هذا الحدث التزامَ الدولة بتعزيز الطاقة المتجدّدة والتنمية المستدامة، وإبراز أهمية التعاون العالمي في مواجهة تحدّيات تغيُّر المناخ.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية