يوم الجمعة 2 سبتمبر 2022 لم يكن يوماً عادياً للمهتمين بالمحافظة على البيئة والطبيعة وبالتحديد الحياة البرية، حيث تجمع الآلاف من الناس من رواندا وخارجها في «منتزه البراكين الوطني» في رواندا، وهو موطن للغوريلا الجبلية، لحضور احتفالية «كويتا إيزينا» الـ18، وهي احتفالية مخصصة لتسمية الغوريلات حديثة الولادة، وهي وسيلة للتأكيد على أهمية الحفاظ على الحياة البرية، والتي يأتي ضمنها حماية الغوريلا الجبلية التي كانت على وشك الانقراض.

ويقع منتزه البراكين الوطني بأقصى شمال غربي رواندا، على بعد ساعتين بالسيارة من العاصمة كيجالي.

المنتزه مجاور لمنحدرات شديدة وسلسلة جبلية رائعة، وهو موطن الغوريلا الجبلية المهددة بالانقراض ويتميز بنظم بيئية جبلية متنوعة وغابات دائمة الخضرة ومراعٍ مفتوحة ومستنقعات.

اعتمدت الحكومة الرواندية في عام 2005 احتفالية «كويتا إيزينا»، كوسيلة لإعطاء قيمة للغوريلا الجبلية، ومنذ ذلك الحين اكتسبت هذه الفعالية السنوية زخماً عالمياً. يُطلق الأشخاص ممن لهم الإنجازات العظمى في رواندا وخارجها وكذلك أنصار الحفاظ على البيئة الأسماء الرسمية لصغار الغوريلا.

احتفالية «كويتا إيزينا» التي يتم خلالها إطلاق أسماء على صغار الغوريلا، مستمدة من وحي تقاليد قديمة لتسمية الروانديين أطفالهم بحضور العائلة والأصدقاء.

إطلاق أسماء لصغار الغوريلات يندرج ضمن مبادرات تعزز جهود الحفاظ على الطبيعة وحماية الحياة البرية، وهو مجال تركز عليه كل من جمهورية رواندا ودولة الإمارات العربية المتحدة في إطار خطط التنمية المستدامة.

وتتيح احتفالية «كويتا إيزينا» لتسمية الغوريلا فرصة للتفكير في المبادرات الأخرى للحفاظ على البيئة في رواندا والإمارات باعتبارهما طرفين في الاتفاقيات والهيئات الدولية المتعلقة بالحفاظ على البيئة.

فكل من جمهورية رواندا ودولة الإمارات طرف في اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات البرية (سايتس)، وهي اتفاقية دولية بين الحكومات تربط بين الحياة الفطرية والتجارة الدولية بأحكام ملزمة تهدف للحفاظ على الأنواع والاستخدام المستدام لها كموارد طبيعية. تم التوقيع عليها في واشنطن يوم 3 مارس 1973 ودخلت حيز التنفيذ في يوليو 1975.

الإمارات ورواندا مُدرجتان على القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لدورهما الرائد في الحفاظ على البيئة.

وفي تعليقه على احتفالية «كويتا إيزينا» لعام 2022، أكد إيمانويل هاتيجيكا، سفير جمهورية رواندا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، «مع التزام الدول بتحقيق الهدف الـ 15 من أهداف التنمية المستدامة بشأن الحياة في البر، فإن احتفالية تسمية الغوريلا توفر لرواندا زخماً للتوسع في برامج الحفاظ على البيئة. وقد أثمر تركيز رواندا المُنصب دون كلل على الحفاظ على الغوريلا من حيث نمو التدفقات السياحية وكذلك تنمية المجتمع المتواجد حول المنتزة. وتحول الصيادون السابقون إلى حماة الغوريلا، إذ يجنون الفوائد مباشرة من خلال مختلف مشاريع التنمية المجتمعية». وأضاف: «كما نشيد بجهود الحفاظ على البيئة المماثلة التي تبذلها دولة الإمارات في حماية الصقر الثمين والفصائل المهددة بالانقراض، ولا سيما النمر العربي والمها العربي وغيرهما».

تعد احتفالية «كويتا إيزينا» لعام 2022 مميزة، إذ تأتي مع عودة السياحة العالمية. وضمن هذا الإطار أشادت معالي «كلير أكامانزي»، الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية في رواندا، بالاحتفالية، قائلةً: «يسعدنا أيضاً الاحتفال بالعودة الآمنة للسياحة إلى رواندا بعد حسن إدارة جائحة كوفيد-19. ونتطلع إلى مواصلة حماية تراثنا الطبيعي، وتوفير تجارب عالمية المستوى تسلط الضوء على الجمال الطبيعي المتنوع لرواندا».

تضمنت الاحتفالية تسمية 20 غوريلا جبلية صغيرة ولدت في «منتزة البراكين الوطني» على مدار الأشهر الـ 12 الماضية. وحتى الآن، تمت تسمية 354 غوريلا صغيرة منذ بداية حفل التسمية في عام 2005.

ومن بين 20 اسماً متميزاً في احتفالية هذا العام: لاعب وسط أرسنال السابق، جيلبرتو سيلفا، ولاعب نادي باريس سان جيرمان السابق، خوان بابلو سورين، وأسطورة نادي تشيلسي، ديدييه دروغبا.

ويشير «مجلس التنمية في رواندا» إلى أن الجهود المبذولة لحماية الغوريلا في رواندا، أسهمت في زيادة عدد الغوريلا الجبلية في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من 1000 غوريلا، وتصنيفها على أنها لم تعد مهددة بالانقراض بشكل خطير.