2.3 مليار إنسان يعانون انعدامَ الأمن الغذائي
تزايدت أعداد مَن يحيون تحت خطر الجوع خلال عام 2021، لتصل إلى 828 مليون شخص، بزيادة قدرها 46 مليون عن العام الذي سبقه، وبمقدار 150 مليون مقارنةً بمستويات الجوع قبل جائحة «كوفيد-19»، وذلك حسب تقرير صدر بداية الأسبوع الجاري.
هذا التقرير السنوي والمعروف بتقرير «حالة الأمن الغذائي والتغذية حول العالم» (The State of Food Security and Nutrition in the World)، صدر بالتعاون بين منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والصندوق العالمي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والبرنامج العالمي للغذاء، ومنظمة الصحة العالمية.
وقدم التقرير في نسخته الأخيرة الأدلةَ والبراهينَ على أن الخطوات الرامية نحو تحقيق هدف القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بحلول عام 2030، تشهد تقهقراً وتراجعاً ملحوظين.
ويسلّط التقريرُ الضوءَ أيضاً على أسعار وتكلفة الغذاء الصحي في مختلف بقاع وأصقاع المعمورة، وعلى السبل والإجراءات التي يمكن للحكومات والدول من خلال دعم القطاع الزراعي، خفض تكلفة الغذاء، آخذاً في الاعتبار محدوديةَ الموارد المالية المتاحة للعديد من هذه الدول. وللأسف بعد أن ظلت نسبة مَن يَحيَون تحت خطر الجوع مستقرة منذ عام 2015 ولمدة خمسة أعوم، ثم شهدت هذه النسبة زيادةً عام 2020، ثم زيادةً أخرى عام 2021، لتصل حالياً إلى 10% من أفراد الجنس البشري.
وإذا ما خصصنا بالحديث انعدامَ الأمن الغذائي بشكل عام، فسنجد أن 2.3 مليار إنسان، أي 30% من أفراد الجنس البشري، يعانون حالياً بدرجات متفاوتة من حالة انعدام الأمن الغذائي، بزيادة قدرها 350 مليون مقارنةً بالوضع قبل بداية «كوفيد-19».
وإذا ما خرجنا خارج دائرة الجوع اليومي، وخارج الدائرة الأكبر لانعدام الأمن الغذائي، لنصل إلى دائرة عدم القدرة على الحصول على غذاء صحي آمن، فسنجد أن هذه الدائرة الأخيرة تتسع لتشمل كل ما سبقها، وأن أعداد مَن يعانون الجوعَ وانعدامَ الأمن الغذائي وعدمَ توفر غذاء صحي، تصل إلى 3.1 مليار إنسان، أو ما يقارب 40% من البشر.
ويلقي هذا الوضع بظلاله الثقيلة وعبئه الأكبر على فئة الأطفال، حيث يقدر أن 45 مليون طفل يعانون حالياً من أشد وأخطر حالات سوء التغذية، مما يزيد من احتمالات وفاتهم مبكراً بمقدار 12 ضعفاً مقارنةً بأقرانهم. هذا بالإضافة إلى 149 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من نقص مزمن في المغذيات الأساسية، مما يؤثر على معدلات نموهم الجسدي، وعلى تطور قدراتهم الذهنية والعقلية بالشكل الطبيعي.
ولا يبدو أن المستقبل سيكون مشرقاً، بناءً على التوقعات بأن بحلول عام 2030 سيظل 670 مليون يَحيَون في ظل شبح المجاعة، حتى ولو شهد الاقتصاد العالمي انتعاشاً ملحوظاً خلال الأعوام القادمة.
*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية