هل يكشف «الجمهوريون» خططهم؟
كان ميتش مكونيل يعرف أن هذا سيحدث. لأشهر كان الزعيم «الجمهوري» في مجلس الشيوخ يخبر أي شخص من أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين، ومن المتبرعين للحزب، وحتى النقاد في بعض الأحيان، بأنه لا ينبغي للحزب أن يرشح نفسَه على أجندة مفصلة خلال حملة انتخابات التجديد النصفي هذا الخريف.. فـ«الجمهوريون» في وضع جيد بالفعل. لماذا يُمنح «الديمقراطيون» فرصةً لشن هجمات على أجندة جمهورية؟
لم يوافق السيناتور ريك سكوت (جمهوري عن فلوريدا)، حين أصدر خطة من 11 نقطة تتضمن، كما يقول، 128 سياسة. ومن المؤكد أن الديمقراطيين وجدوا نقاط ضعف، على رأسها إصرار الخطة على أنه «يجب على جميع الأميركيين دفع جزء من ضريبة الدخل حتى يكون لهم نصيب في الفائدة، حتى لو كان مبلغاً صغيراً».
ونظراً لأنه، كما تشير الخطة، «لا يدفع أكثر من نصف الأميركيين أي ضريبة دخل»، فإن هذا البند يبدو وكأنه زيادة ضريبية لغالبية البلاد. وسكوت لديه فكرة أخرى سيسعد الديمقراطيون بنشرها وتتمثل في المطالبة بإلغاء جميع التشريعات الفيدرالية بعد خمس سنوات، والتي -كما يقولون- ستعرّض الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية للخطر. حاول الديمقراطيون تقديم أفكار سكوت كمشروع للحزب الجمهوري بأكمله، وهي مهمة أصبحت أسهل بسبب حقيقة أن سكوت هو رئيس ذراع حملة الجمهوريين في مجلس الشيوخ. وهو يقول إنه أصدر الخطةَ بصفته عضواً في مجلس الشيوخ، لكن لا أحد يهتم. وذكرت جين بساكي، الناطقة باسم البيت الأبيض، على حسابها على تويتر، أن «خطة الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ» ستكون «أكبر زيادة ضريبية في القرن».
ودافع سكوت عن خطته في صحيفة «وول ستريت جورنال» قائلاً: «يدفع الأميركيون العاملون بالفعل ضرائب على دخلهم، وقد دفع المتقاعدون الكثير. التغيير الذي نحتاجه هو أن نطلب من الأصحاء، لكنهم لا يعملون دفع مبلغ صغير حتى نصبح نحن جميعاً في هذا معاً». وهو يقول إنه لا يعامل عشرات الملايين من الأميركيين المتقاعدين، أو الذين يدفعون ضرائب الرواتب وليس ضرائب الدخل، باعتبارهم عاملين مستقلين.
هذا الموقف أكثر قابلية للدفاع عنه، فكرياً وسياسياً، من موقفه الأصلي، لكنه تغيير. فقط بضم كلتا المجموعتين يمكنك القول إن «أكثر من نصف الأميركيين» لا يدفعون ضرائب. والنتيجة أن سكوت في موقف دفاع، والديمقراطيون يتحدثون عن خطته أكثر مما يتحدث عنها زملاؤه الجمهوريون، و«العجوز كرو» –كما يسمي دونالد ترامب ماكونيل- لديه بعض الأسباب للتعبير عن غضبه.
إن الحزب الذي يسعى إلى السلطة لديه التزام أخلاقي بإعطاء الناخبين فكرةً عن كيفية ممارسة هذه السلطة. وهذا لا يعني أنه يتعين على الجمهوريين الإعلان عن قائمة تضم 128 سياسة يريدون الدفع من أجلها. هذا يعني أنه ينبغي عليهم، بشكل فردي أو جماعي، مشاركةَ أفكارهم حول أهم أولوياتهم بالنسبة للحكومة الفيدرالية. قد تكون بعض هذه الأولويات، بل وحتى العديد منها، سلبية: سنمنع الديمقراطيين من زيادة الضرائب. قد تحتاج أولويات أخرى إلى مزيد من الإجراءات.
كان الجمهوريون هادئين بشكل غريب بشأن تمديد العديد من أحكام الإصلاح الضريبي الخاص بهم لعام 2017 والتي من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في السنوات القليلة المقبلة. هذه المسألة غير مدرجة على قائمة سكوت. كان ينبغي أن تكون كذلك. ويتزايد القلق العام بشأن التضخم، ويقول الجمهوريون عموماً إن إنفاق بايدن هو المسؤول جزئياً. هذا نقد معقول، ومن المعقول أيضاً أن نسأل عما يمكن أن تفعله الحكومة بشأن التضخم أو بشأن الإنفاق. إن القسم المخصص للاقتصاد في خطة سكوت لا يتطرق حتى إلى التضخم. إذن فالجدل بين ماكونيل وسكوت محدود. ينكر ماكونيل صراحةً أنه يجب على الجمهوريين العمل وفقاً لسياسات. وينكر سكوت ضمنياً أنهم بحاجة إلى التفكير كثيراً في هذه القضايا.
إن طرفي الجدال يدعمان بعضهما البعض. يخلق موقف ماكونيل فراغاً في سياسة الجمهوريين يميل أعضاء في مجلس الشيوخ إلى ملئه، حتى بأفكار غير مدروسة. عندما ظهرت الأفكار التي تم التدقيق فيها بشكل سيء، استنتج الجمهوريون أن مكونيل كان على حق طوال الوقت. يفوز ماكونيل بهذه الحجة، والتي من المحتمل أن تكون الأفضل بالنسبة لحظوظ حزبه الانتخابية هذا العام. وسواء أكان ذلك في مصلحة الحزب، أم كان في مصلحة الولايات المتحدة على المدى الطويل، فهذه مسألة مختلفة.
*زميل في معهد أمريكان إنتربرايز.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»