كان 2021 عاماً سيئاً بالنسبة لكوكب الأرض، وسيكون عام 2022 أسوأ. أصبحت هذه الحتمية المحزنة لعالمنا الدافئ أمراً لا يمكن إنكاره: نظراً لأن البشر مستمرون في ضخ الكربون في الغلاف الجوي، سيستمر متوسط درجات الحرارة العالمية في الارتفاع، وستستمر كوارث الطقس في أن تصبح أكثر تطرفاً. يجب أن يكون الناس مستعدين لكل موجة حارة وحريق هائل وعاصفة، ولأن يكون كل صيف أكثر سخونة من سابقه.
وجدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن الفرصة المتاحة للعالم لتحقيق أهدافه المناخية الأكثر طموحا –والتي تتمثل في الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الصناعة – تتلاشى. في عام 2022، ستركز لجنة الأمم المتحدة على كيف يمكن للبشرية أن تتكيف مع التغييرات التي أحدثناها، وأن تحدد خياراتنا المتبقية لتجنب المزيد من الكوارث. ومن شأن ما يسمى بـ«نمط مناخ النينا المستمر»، والذي يميل إلى تفاقم الجفاف في الغرب الأميركي وتضخيم العواصف في جنوب شرق آسيا، أن يختبر قدرات الحكومات على الاستجابة للكوارث ويجبر الناس على إعادة النظر في مكان وكيفية عيشهم في المناطق المعرضة للتقلبات المناخية. وبعد أن قدمت قمة المناخ التي عُقدت في جلاسكو نتائج ضعيفة للدول المتضررة بشدة، سيضغط العالم النامي بشكل أكبر على الدول الغنية لتقديم مزيد من الدعم المالي في اجتماع نوفمبر المقرر عقده في مصر.
في الولايات المتحدة -المصدر الأعلى لغازات الدفيئة الموجودة حالياً في الغلاف الجوي - يمكن أن يعتمد نجاح جهود المناخ على ما إذا كان «الديمقراطيون» سينفذون أجندتهم، ولا سيما «برنامج إعادة البناء بشكل أفضل». ومع مواجهة الحزب لمعركة شاقة في انتخابات التجديد النصفي، فهذه هي أفضل فرصة لهم لإنفاق مبالغ كبيرة على تحديث البنية التحتية وتقليل الانبعاثات من المباني، وتحويل الشبكة الكهربائية إلى العمل بالطاقة المتجددة. إذا أدت هذه الإجراءات إلى توفير فرص عمل جديدة وتحسينات في أسلوب الحياة التي وعد بها المدافعون، فقد يؤدي ذلك إلى بناء الدعم للبرامج حتى لو تغيرت السلطة في واشنطن، لكن أولاً، عليهم أن تحظى بموافقة مجلس الشيوخ.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»