ظلّت المرأة الإماراتية، منذ نشأة دولة الإمارات العربية المتّحدة على يد الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، عنصراً مهمّاً وفاعلاً، فقد احتضنت القيادة الرشيدة أحلام المرأة، وعزّزت طموحاتها، ووفّرت لها ظروف عمل مناسبة، وبيئة مشجّعة، وتمكيناً مستمرّاً، ففاق عطاؤها كلّ التوقعات، وأسهمت بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي، وحافظت في الوقت ذاته على الموروث الثقافي الأصيل لتقاليد مجتمع دولة الإمارات وأصالته.
وقد واكبت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، رائدة العمل النسائي الإماراتي، الدعمَ الذي حصلت عليه المرأة الإماراتية، وكانت سموّها شاهدة عليه، وعزّزت، إلى جانب الشيخ زايد، رحمه الله، مفهوم التوازن بين الانفتاح، مع الالتزام بروح الأصالة.
وكان قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، القاضي برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 في المئة، فاتحةَ عصر جديد في التمكين السياسي للمرأة، وهو ما استُكمل بتمثيلها في التشكيل الوزاري في الدولة، ليصبح عدد الوزيرات اليوم 9، بنسبة تبلغ 27.5 في المئة من حكومة الدولة، وهو من أعلى المعدلات العالمية، ما عزّز من وعي المرأة الإماراتية بأهمية التزامها بالمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية، وأكسبها الثقة بقدرتها على فِعل المزيد، في ظلّ بيئة تشريعية تكفل المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين.
وفي هذا الإطار، لم يكن مستغرباً أن تفوز رزان المبارك، العضو المنتدب لهيئة البيئة - أبوظبي ولصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، بمنصب رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وتفوز في الوقت ذاته الدكتورة شيخة الظاهري، الأمين العام «للهيئة»، بمنصب المستشار الإقليمي للاتحاد نفسه لغرب آسيا، ليجعل ذلك الإمارات محطّ اهتمام عالمي بما كسبته المرأة الإماراتية، وبصورة الدولة المتطوّرة التي أصبحت مثار إعجاب الكثيرين.
وتأكيداً لما توليه القيادة الرشيدة من عناية بالمرأة ودورها، جاءت تغريدة سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة الظفرة، التي هنّأ فيها المبارك والظاهري، على إنجازهما، حيث قال سموّه: «نبارك لرزان المبارك فوزها بمنصب رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لتكون ثاني امرأة تقود الاتحاد في تاريخه، وفوز د. شيخة الظاهري بمنصب المستشار الإقليمي للاتحاد لغرب آسيا، إنجاز عالمي جديد يضاف إلى دولة الإمارات، وللمرأة الإماراتية التي أثبتت جدارتها وتَميّزها في كلّ المجالات».
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية