الإماراتيون يرددون كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «لا تستهينون بإرادة الرجال» في إشارة لما يمتلكه الإماراتي من عزيمة وهمة وشجاعة في مواجهة التحديات واجتياز الصعوبات والعبور على العقبات مهما بلغت من صعوبات. هذه الكلمات تردد في كل الأرجاء والأمكنة في هذه البلاد التي يعرف أهلها أن عليها قادة يمتلكون الإرادة والصلابة، ما جعلهم اللاعب الأهم في الشرق الأوسط، وتحولت بلادهم لعاصمة التنوير وقبلة عواصم العالم كلما اشتدت الأزمات والعواصف، فالمواقف الثابتة تظل في قيادة الإمارات.
منذ ثورة 30 يونيو 2013 المصرية شكلت الإمارات القوة الأكثر صلابة والجدار الأعلى في مواجهة جماعة «الإخوان المسلمين» ولم تُخفي ذلك، بل أظهرت قوتها في كل ميدان حاول فيها التنظيم التسلل في الدول الوطنية العربية. هذه معركة إماراتية نابعة من قيم ومبادئ الإمارات، والتزامها بحماية الأمن القومي العربي. ومن هنا يأتي دور سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الإماراتي، كشخصية سياسية لعبت الأدوار المتقدمة في الملفات الملتهبة، وحقق المكاسب السياسية الكبيرة، واستطاع برفقة فريق من السياسيين الإماراتيين تغيير معادلات وتوازنات الشرق الأوسط، التي صمدت طويلاً حتى جاء الإماراتيون وغيروا كل القواعد السياسية، وفرضوا توازنات وسياسات أوسطية بما يتلاءم والرؤية الإماراتية، وبما يحقق الأمن القومي العربي.
التدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية العربية تعد المشكلة الأكبر منذ سقط النظام العراقي عام 2003، وهذه هي الثغرة الأكثر خطورة في الأمن القومي العربي. وتزايدت هذه التدخلات الاقليمية بشكل باتت فيه إرادة الدول الوطنية بيد عواصم إقليمية زادت طموحاتها لاستغلال الضعف بالتوسع عبر مشاريع الإسلام السياسي، أكانت تحت عنوان تصدير الثورة، أو استعادة الخلافة على حساب الجغرافية العربية.
كان «الربيع العربي» حصان طروادة الذي امتطته جماعة «الإخوان» على اعتبارات مختلفة غير أنها كانت جزء من شبكة واسعة ومعقدة من تشكيل الشرق الأوسط الجديد، فكانت هي الأكثر تأثيراً في المنطقة، واستطاعت إسقاط أنظمة وخلخلة أخرى، وفي المحصلة تعرضت المنطقة لفوضى عارمة كان يراد منها تشكيل الشرق الأوسط. ومع موقف الإمارات حيال الأزمة في البحرين ثم دعمها للمبادرة الخليجية في اليمن، وحتى اسناد المصريين، والموقف الصارم ضد التنظيمات المتطرفة في سوريا كانت السياسة الإماراتية ذات نهج واضح بأنها ستكون القوة المضادة لمحاولة ضرب الأمن القومي العربي.
الإدارة السياسية لمشهد مضطرب كان عليها أن تضمن أعلى درجات الاستقرار للإمارات كعاصمة اقتصادية عالمية لا يجب أن تتأثر بموجات الاضطرابات التي بالفعل لم تؤثر على معدلات النمو الاقتصادي بل أكدت على متانة البنى التحتية في القطاعات السياسة والعسكرية وهي قطاعات لم تختبر بنيتها التحتية منذ عقود، تمكنت القيادة السياسية من إدارة أصعب الملفات وحققت اختراقات سياسية غيرت بها قواعد المنطقة بعد ابرام اتفاقية ابراهام وبما نجحت فيه الإمارات من تغيير كل التوازنات الدولية بما يضمن أعلى درجات الاستقرار الوطني.
سمو الشيخ طحنون بن زايد الشخصية التي لعبت الأدوار السياسية المتقدمة مع فريق من الدبلوماسيين الإماراتيين الذين أعادوا صياغة المنطقة للقرن الحادي والعشرين، كتأكيد لنظرية امتلاك الخطة، وإلا ستكون ضمن خطة الآخرين. وها هي المنطقة تردد أن الإمارات فعلتها ونجحت في اليمن وسائر الملفات، واحتوت الجميع سياسياً، وأسقطت جماعة «الإخوان» وكل أدواتها. فالإمارات لديها مسؤولية وانشغال أكثر من غيرها، فهي بلاد منشغلة جداً في صناعة المستقبل. فالقادم يقول للشيخ طحنون بن زايد سلام الله عليك في العالمين، أوجعت عدوك وجبرت عضيدك، وهذه إرادة عيال زايد الكرام.
* كاتب يمني