تتعافى أنحاء من البرازيل من نوبة قطبية قوية سيطرت على المناخ في قسط كبير من الأيام القليلة الماضية. فقد شهدت الأيام الأخيرة من الشهر الماضي، تساقطا للجليد مصحوبا بدرجات حرارة شديدة البرودة في عشرات المدن جنوب البرازيل مما هدد الزراعة وأدى إلى ارتفاع مؤقت لأسعار البن عالميا. وكانت ولاية «ريو جراند دو سول» الواقعة شمالي أوروجواي مباشرةً هي الأكثر تضررا حيث غطى السقوط المفاجئ للجليد عددا من مدنها الكبيرة. وسقوط الجليد في الولاية ليس شديد الندرة لكن من النادر سقوط الجليد في المناطق الأقل ارتفاعا عن مستوى سطح البحر في المناطق الحضرية الأكثر كثافة سكانية.
وارتفعت أسعار البن 40 سنتاً للرطل الواحد مقارنة بسعره في وقت مبكر من يوليو نتيجة نوبة البرد التي يتوقع أن تضر بالإنتاج الزراعي في المناطق الأكثر تضررا من الثلوج. لكن الأسعار انخفضت بشدة في الأيام القليلة الماضية، مع معاودة درجات الحرارة الارتفاع وانحسار الخوف من تأثير المناخ. نوبة البرد يعود سببها إلى وصول تيار قطبي متدفق بقوة. ومن المهم أن نتذكر أن دخول التيار إلى نصف الكرة الجنوبي يعني تسلله شمالا في الواقع مما يسمح بتوجه الهواء البارد إلى نحو خط الاستواء. وحمل هذا التيار هواء شديد البرودة جعل درجات الحرارة تقل عن المتوسط ما بين 5 و10 مئوية تقريبا) أو أكثر.
ونصف الكرة الجنوبي يعيش حاليا فصل الشتاء على عكس نصف الكرة شمالي خط الاستواء. وذكر موقع «AccuWeather» على الإنترنت أن الجليد تساقط على 30 مدينة برازيلية على الأقل. وتشير صور الأقمار الاصطناعية أن أغزر تساقط للجليد سقط في الجبهة الباردة، أي أن نطاق سقوط الثلوج تشكل بالطريقة نفسها التي تتساقط بها الأمطار وتحدث العواصف البرقية في نطاق درجات حرارة حادة.
ويرجح أن تشهد مناطق أخرى من أميركا الجنوبية تساقطا للجليد. فالرطوبة صعدت إلى الأراضي المرتفعة في جبال الأنديز وستؤدي إلى سقوط قرابة نصف قدم من الثلوج في منطقة «التيبلانو» المرتفعة المسطحة في غرب بوليفيا التي تقع وسط منطقة جبلية. وتقع هضبة التيبلانو بين جبال يبلغ ارتفاعها 12 و15 ألف قدم وبعض الجبال يصل ارتفاعها إلى 20 ألف قدم. وفي هذه المنطقة تسقط أكبر كمية من الثلوج.
ماتيو كابوتشي
عالم أرصاد جوية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»