الفارس هو مَن يقود الخيل نحو الفوز، فمهما كان الحصان سريعاً ورشيقاً وأصيلاً، فمن يمسك لجامه ويسير به نحو الانتصارات هو ذلك الفارس المتمكن الذي لديه من الخبرة والمقدرة والتحكم ليوجه حصانه نحو التتويج وحصد الجوائز التي تليق بالفارس وخيله.. هكذا هي سباقات الخيل، فالحصان يحترم فارسه ويستمد قدرته منه، وكما يقال «الفرس من الفارس»، وعادة يدرك الحصان الأصيل مَن يمتطيه ويدرك مدى قوته وضعفه، فهو (أي الحصان) لا يحترم الفارس المتردد الضعيف وقد يرميه من على صهوته، لكنه يطيع الفارس المتمكن المقتدر. وفي سباق الخيل يدرك ذلك الفارس مدى سيطرته على حلبة السباق، وقد يترك مجالاً للمنافسة، فيسرع تارة ويتمهل تارة أخرى، فهو سيد المكان والنصر حليفه متى أراد.
والإمارات ببساطة قصة فرس وفارس قاد هذا البلد نحو التميز والتفوق ليكون في المقدمة دائماً وليكون المنتصر في السباقات العالمية، فقصة الإمارات ونجاحها مرتبطة بقيادة متميزة ذكية تعرف إلى أين تسير وتدرك الإمكانيات وتطورها بما يتناسب مع تحقيق المنجزات الكبيرة، وربما أهم ما يميز قيادتنا ذلك الفكر المبدع، فدائماً قصص النجاح أصلها فكرة وخطة ثم عمل جاد ينتهي بإنجاز كبير.. هكذا تربّعت الإمارات في المقدمة وكانت وما تزال وستكون دائماً مركزاً عالمياً للعمل والأعمال، مركزاً للإبداع والتفوق، وستكون دائماً في المرتبة الأولى متقدمةً على مَن سواها، تسير بخطوات واثقة نحو المستقبل، فعنصر القيادة أهم مكونات النجاح، فقادتنا يوجهون الدفة ويخطون المسار ورؤيتهم واضحة وشعبهم يثق بهم، ويدرك أن الفوز حليفه. فالقائد الذي يضع شعبه في مقدمة النجاح، ويضع رفاه هذا الشعب نصب عينيه، يكسب قلب هذا الوطن وشعبه.
من أهم الإنجازات التي حققتها الإمارات على مستوى العالم سمعتها، فعندما تذكر اسم الإمارات فأنت تذكر بلد النهضة، بلد النجاح والتفوق، بلد المتميزين، بلد الرقم واحد والبلد الأفخم والأقوى والأفضل والأجود في كافة المجالات التجارية والمالية والمعمارية والطبية والتكنولوجية، حتى بلغنا عنان الفضاء، ورغم ذلك نخطط للمستقبل بكل ثقة.. فسمعة الإمارات من ذهب وألماس، لذلك تقبل عليها الشركات والمؤسسات والأفراد وحتى الدول. فقدوم كبريات الشركات نحو بلدنا ليس من باب الصدفة، بل لأنهم يثقون أنهم يستثمرون في بلد له سمعة طويلة في مجال الأعمال، لنكون بحق مدرسة في التطور والتقدم، ويكفي أن تنظر إلى ما حققنا خلال نصف قرن من النجاح والتفوق.
عنصر النجاح الثالث الذي تميزت به الإمارات هو الاستمرارية، فالنجاحات والإنجازات التي تحققت على مدى سنوات طويلة من العمل، وتلك السمعة الذهبية التي تتمتع بها الدولة، لا بد لها من ضمان عنصر الاستمرارية، حتى نظل في المراكز الأولى في المجالات كافة، وهذا بالضبط ما تقوم به دولتنا.
وهنا أتذكر شركة كانت عملاقة في يوم من الأيام وهي «نوكيا» التي حققت إنجازات ثورية، لكنها لم تواكب التغيرات وفقدت عنصر الاستمرارية لتتخلف عن الركب، لكننا هنا في الإمارات ندرك تماماً عنصر النجاح هذا.. لذلك، ومن خلال الفكر المستنير لقياداتنا التي تعمل بكل جهد لنضمن استمرارية النجاح والتفوق الذي حققته الدولة، من خلال فتح مجالات جديدة والتأكيد على ما تم تحقيقه والعمل مع الناجحين والرواد في المجالات كافة.
أما تمهلنا في بعض الأحيان فما هو إلا لتشجيع الآخرين على الجري في سباق التميز. فمتعة الفوز تكمن في شدة التنافس التي تفتح خيارات ومجالات جديدة، لكننا مثل ذلك الفارس المتيقن من فوزه وهو يتمهل قليلاً ليدركه بعض المتسابقين كي يضيف نكهة لانتصاره في السابق، ثم يطلق العنان لحصانه.
*كاتب إماراتي