رغم الأزمة الصحية التي عصفت بالعالم، وتتمثّل في جائحة «كورونا»، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تمكنت من تجاوز تداعيات الجائحة الاقتصادية، وخصوصًا في المجالات والأنشطة التجارية، إذ أفادت بيانات عدّة صادرة عن كبريات المؤسسات العالمية، بتبوّء الدولة مراتب متقدمة في العديد من مؤشرات التنافسية الخاصة بالقطاعات الحيوية، كالتجارة والنقل والسياحة والصناعة وغيرها.
وفي سياق متصل، توقّع تحليل حديث صادر عن «غرفة تجارة وصناعة دبي» أن تحقق مبيعات تجارة التجزئة في دولة الإمارات نتائج إيجابية خلال العام الجاري بما نسبته 13 في المئة، بوصولها إلى 58 مليار دولار، وهو ما جاء تزامناً مع إطلاق الدولة الحملة الوطنية للقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، والطلب الكبير المحتمل في النصف الثاني من العام الجاري على السلع، نتيجة عودة المتسوقين المحليّين والسياح إلى المتاجر التقليدية، إضافة لمعرض «إكسبو 2020 دبي» المقرر انطلاق فعالياته في أكتوبر المقبل.
وإضافة إلى تعافي قطاع التجزئة المتوقع، الذي سيحافظ خلال المدى المتوسط على نسبة نمو سنوي تصل إلى 6.6 في المئة، بوصوله إلى 70.5 مليار دولار بحلول عام 2025، نتيجة الدعم والحوافز التي قدّمتها الحكومات المحلية والاتحادية لقطاعات الأعمال، فإن دولة الإمارات تتصدر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث الإنفاق على التجارة الإلكترونية بمبلغ 2,554 دولاراً لكل أُسرة، وهو ضِعف قيمة المتوسط العالمي، وأربعة أضعاف قيمة المتوسط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما تحقق إثر ارتفاع دخل الأُسر، وتنامي استخدامات التجارة الإلكترونية.
لقد تحولت دولة الإمارات إلى إحدى أبرز الأسواق، وأكثرها صيتًا على المستويين الإقليمي والعالمي، لما تشهده من تطور مستمر في البنى التحتية، مما أثّر إيجابياً في تعزيز سبل الرفاه لسكانها، وحقق مستويات معيشية راقية لهم، إضافة إلى ما تشهده الدولة من أعمال إنشائية متطورة وحديثة، كالمولات ومراكز التجارة والتسوق والعديد من مشروعات التجزئة الضخمة التي ستسهم في تعزيز مسارات التسوق والترفيه، وتجعلها نقطة جذب مركزية، يقصدها المتسوقون من مختلف أنحاء العالم.
إن استمرار تنامي مساحات البيع بالتجزئة الكبيرة في دولة الإمارات، وازدياد معدلات نموها حوّلا السوق الإماراتية إلى بيئة أكثر ملاءمة لتكون مركزاً جاذباً لتجّار التجزئة والعلامات التجارية الجديدة، وتوفّر تجربة تسوّق ورفاه لا حدود لها، وتعكس المعنى الحقيقي للتطوّر والعصرية، وتوفّر مجموعة من الخدمات والوظائف المستدامة.. لتصب في صالح التوقعات الخاصة بالمرحلة القادمة بوجود فرص إضافية تُمكّن رجال الأعمال والمستثمرين والتجّار من الاستفادة منها، ومن وتيرة التعافي الاقتصادي في الدولة، وقوة الوضع الائتماني والمالي والنقدي لها، وتفوق البنية التحتية واللوجستية فيها.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.