منذ حصول تطعيم «سبوتنك في» على موافقة وزارة الصحة الروسية منتصف شهر أغسطس 2020، توالت التطعيمات الأخرى التي حصلت على تصاريح من الجهات الوطنية المختصة، داخل الدول التي تم تطوير التطعيمات على أراضيها، أو في دول أخرى، بالإضافة إلى عدة موافقات وتصاريح دولية بالاستخدام، صدرت لعدة تطعيمات من قبل منظمة الصحة العالمية.
وحالياً أصبح متوفراً 17 تطعيماً مختلفاً، حصل كل منها على تصريح في دولة واحدة على الأقل، وفي عدة دول في كثير من الحالات، وفي بعض الأحيان على موافقات منظمات دولية. هذا بالإضافة إلى أكثر من 308 تطعيمات أخرى في مراحل مختلفة من التطوير، 73 منها وصلت بالفعل إلى مراحل الدراسات السريرية المختلفة، وبالتحديد 24 في المرحلة الأولى، و33 بين المرحلة الأولى والثانية، و16 في المرحلة الثالثة والأخيرة قبل الحصول على التصريح بالاستخدام. وتختلف هذه التطعيمات في التكنولوجيا الحيوية المعتمدة عليها، وإن كانت كلها تستهدف تحفيز جهاز المناعة ضد الفيروس، إذا ما حدثت العدوى مستقبلاً.
وحتى تاريخه، تم إنتاج واستخدام 2.4 مليار جرعة من التطعيمات الحاصلة على تصاريح وموافقات، في أكثر من 190 دولة. وإن كان هناك تباين كبير وهوة واسعة بين فعالية وكفاءة برامج التطعيمات في مختلف دول ومناطق العالم، فبينما لم تتمكن بعض الدول من الحصول على جرعات كثيرة حتى الآن، نجحت دول أخرى في تطعيم نسبة كبيرة من سكانها. ففي الصين مثلاً، تم استخدام قرابة 900 مليون جرعة، أي أكثر من 60 جرعة لكل مئة من السكان. تليها في ذلك الولايات المتحدة التي استخدمت أكثر من 300 مليون جرعة، أي حوالي 92 جرعة لكل مئة من السكان. ومن المنظور الدولي، وباستخدام قرابة 2.4 مليار جرعة حتى الآن، تم استخدام 30 جرعة لكل مئة فرد، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض هؤلاء تلقوا جرعةً واحدةً فقط، بينما تلقى آخرون جرعتين كاملتين.
ومع استهداف تطعيم جميع البالغين حول العالم، تعتبر برامج التطعيم ضد «كوفيد-19»، هي أكبر وأضخم برامج تطعيم في تاريخ الجنس البشري على الإطلاق. وحسب المقولة الشهيرة بأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ونجاح عدد من الدول في قطع خطوات طويلة على هذا الطريق، تعززت الآمال في أن العلم الحديث سيتمكن مستقبلاً من دحر هذا الوباء حتماً.
*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية