بذلت دولة الإمارات العربية المتحدة جهودًا رائدة ومتميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجالات دعم المرأة، وتمكينها وحمايتها من التحديات التي تواجهها سياسيَّا واقتصاديَّا واجتماعيَّا وحتى أمنيَّا، وهو ما تمثّل أخيراً في إطلاق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، الخطة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ القرار رقم (1325) الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، انطلاقًا من ضرورة تعزيز المعايير الدولية الخاصة بمشاركة المرأة في قطاعَي السلام والأمن.
الخطة الوطنية التي أُطلقت حول المرأة والسلام والأمن تؤكد ريادة دولة الإمارات الإقليمية في هذا الصعيد، كونها أول خطة من نوعها تُطلَق على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتسعى إلى دعم هذا الملف الأممي المهم، والذي يقع على رأس أولويات الدول والمنظمات الإنسانية العاملة في مجال حماية النساء والفتيات من التعرض لكل الأنواع التي تُصنَّف على أنها انتهاك لحياتهن وحرياتهن وحقوقهن الإنسانية كافة، وخصوصًا في الدول التي تشهد نزاعات وحروبًا، تسبَّبت في ارتفاع مستويات النزوح القسري، ولاسيما أن ثلاثة أرباع النازحين في العالم هم من النساء والأطفال.
وجاء إطلاق هذه الخطة لتأكيد الثقة بدور النساء الفاعل في منع النزاعات وحلّها، وتأثيرهنّ الإيجابي في بناء وحفظ السلام، وحضورهنّ اللافت للنظر في الاستجابة الإنسانية في الدول التي تشهد الأزمات، وهو ما ينسجم مع قول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات): «نحن مستمرون في دعم المرأة وتذليل كل ما قد يعترض طريقها من عراقيل، وإمدادها بكل ما تحتاج إليه لتكون دائمًا على قدر المأمول به من مستويات التميز، والإسهام بصورة مؤثرة في نشر وتعزيز ثقافة الحوار والسلام، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لمجتمعها والعالم أجمع»، مؤكدة سموها أننا «نتطلع إلى أن تكون الخطة فرصة لاكتشاف مزيد من مجالات التعاون الدولي، بما يسهم في تضييق فجوة التنمية بين النساء، ومنح مساحة أرحب للمرأة للمشاركة في تحقيق التقدم المنشود».
وانطلاقًا من إيمان دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة بقيم السلام والأمن العالمي جاء إقرار الخطة الوطنية حول المرأة والسلام والأمن، حرصًا على تأمين أفضل الظروف الإنسانية للنساء والفتيات، وحمايتهن من أي انتهاك يمسّ كرامتهن وحياتهن، وترسيخ المساواة بين الجنسين، وتحسين حياة المرأة وتمكينها اقتصاديَّا، وتعزيز مشاركتها الفاعلة في المسيرة التنموية، من خلال بناء قدراتها وتطوير مهاراتها في القطاعات والمجالات كافة.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.