يتجه النشاط الاقتصادي في طائفة واسعة من الصناعات نحو الأدوات المتقدمة تكنولوجياً لتطهير الأسطح. وشركة «إل. جي. إلكترونيكس» من بين أحدث شركات التكنولوجيا التي تعتمد على ازدهار عملية التطهير التي تتجاوز الجائحة. وتقدم الذراع الأميركية لعملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي «روبوتاً» خفيفاً يستخدم الأشعة فوق البنفسجية المبيدة للجراثيم لقتل الفيروسات على الأسطح المعرضة للمس كثيراً. وتنضم الشركة بهذا إلى قائمة طويلة من الشركات التي تطرح مثل هذه المعدات في غمرة أزمة فيروس كورونا التي مازالت تخيم على العالم. وروبوت (كلوي CLOi) يشبه دفاية موصولة بمصدر كهرباء مثبتة على عجل ويتوقع طرحه حالياً في «معرض الإلكترونيات الاستهلاكية» الذي يعد واحدًا من أكبر المؤتمرات التكنولوجية في العالم، ويُنظم عبر الإنترنت هذا العام.
وسيجري طرح الجهاز في الأسواق خلال أبريل المقبل بعد عام من بدء عدة شركات صغيرة ومنظمات في تطوير أجهزتها لقتل الجراثيم في مواجهة الفيروس القاتل الذي يصيب الجهاز التنفسي.
الروبوت ظهر في الوقت الملائم مع استمرار تعطل الصناعات بسبب الجائحة وبقاء شهور على إتمام عملية تلقي الأميركيين للقاح.
واعتمدت المستشفيات لسنوات على أدوات التنظيف الميكانيكية الخفيفة التي تعمل بالأشعة فوق البنفسجية. لكن منذ مارس 2020، عزز عدد متنام من المطارات ومراكز التسوق والفنادق الطلب على موجة جديدة من الروبوتات سهلة الاستخدام مضادة للتلوث، يمكنها تطهير مناطق الحركة مع وجود أو عدم وجود أشخاص في المكان. وتستخدم مدرسة في نيو مكسيكو روبوتاً يستخدم الأشعة فوق البنفسجية من إنتاج شركة «إكسنيكس» كإجراء وقائي. وبدأ معهد ماساشوستس للتقنية العمل على روبوت مبيد للجراثيم يستخدم الأشعة فوق البنفسجية في المدارس ومتاجر البقالة في أبريل الماضي. وشوهدت روبوتات أخرى في المطارات والملاعب الرياضية، وغيرها قادم في الطريق. ويتوقع صعود مبيعات روبوتات النظافة من 341 مليون دولار عام 2019 إلى أكثر من 2.3 مليار دولار بحلول عام 2025، بحسب ييانات شركة «موردور إنتليجانس» لاستشارات الأسواق. وأشارت بيانات الشركة إلى أن معظم النمو ستشهده أماكن الرعاية الصحية لكن سيكون من بين المشترين مدارس ومنشآت صناعية.
وقبل الجائحة، لم يكن هناك طلب على الربوتات الخفيفة التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية خارج المستشفيات، وفقاً لشركات تعمل في هذا المجال. ويرى محللون وشركات تكنولوجيا أن الروبوتات ستستمر وستنتشر في أماكن أخرى مع هبوط الأسعار.
وفي معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، ستشارك شركة «هيلز انجينيرنج» التي طورت روبوتاً يرش مادة قاتلة للجراثيم وينشر الأشعة فوق البنفسجية. وفي 21 يناير الجاري، ستكشف شركة «بريسينتكس» الكندية النقاب عن روبوتاتها المبيدة للجراثيم بالأشعة فوق البنفسجية والناطقة التي تطلق عليه «تشارلوت» و«فايوليت»، التي اُبتكرت لقتل الجراثيم في المناطق العامة الواسعة.
وذكر «باري هانت»، الرئيس التنفيذي لشركة «بريسينتكس» أنهم طوروا«روبوتاً» يستخدم الأشعة فوق البنفسجية عام 2016 لكن لم يكن هناك طلب عليه، لكن «الآن هناك قرابة 100 شركة حول العالم، تدخل السوق بسبب كوفيدـ 19». وجهاز «إل. جي» القادم به مجس حركة بداخله يغلق الجهاز حين يكون الناس بالقرب منه وهو يستهدف المطاعم ومكاتب الشركات ومتاجر البيع بالتجزئة. ويمكنه التجول حول الطاولات والمقاعد وقطع الأثاث الأخرى، ويطهر بصفة عامة الأسطح المعرضة للمس في الغرف في نحو 30 ثانية. وطورت الشركة المشروع في ثمانية شهور استناداً إلى مشروعات أخرى للروبوت من مناطق أخرى من العالم. وسيواجه الروبوت منافسة بمجرد طرحه في الأسواق. وتقول إل. جي. إن الجهاز أيسر كلفة من المنتجات المقارنة الأخرى في السوق التي قد يبلغ سعر الوحدة منها ما يصل إلى 100 ألف دولار.
وهذه الأجهزة قد تجعل الناس تشعر بأمان أكثر وبحماية إضافية في عصر تمثل فيه النظافة هاجساً لدى الناس. ويعتقد محللون أن استمرار سوق «روبوتات النظافة» تتوقف على وجود تأثير دائم للجائحة على نفسية الأميركيين. والناس لن ينسوا سريعاً جائحة كورونا مقارنة مع الأوبئة الأخرى مثل سارز وإيبولا، ومن المتوقع أن يساهم هذا في استمرار وجود أجهزة التنظيف التي تنفث الأشعة حولنا. ويؤكد خبراء الصحة أن تفشي الأمراض المعدية أصبح أكثر شيوعاً، ولذا سيكون هناك أسطول من روبوتات قتل الجراثيم جاهزاً في حال مهاجمة فيروس آخر. ويرى «جون ري»، المدير العام لشركة «يوبيتيك روبوتيكس»، التي توفر طائفة من الأجهزة المضادة للأوبئة إن «الروبوتات تجعلنا أفضل استعداداً».
*صحفي أميركي متخصص في الشؤون التقنية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»