مثل النجاح في إنجاز وإتمام صفقة بيع الطائرات المقاتلة الأميركية «أف 35»، في الآونة الأخيرة، لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة، حدثاً استراتيجياً كبيراً ومهماً للغاية في منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل. وقد تمت هذه الصفقة العسكرية غير المسبوقة (في نوعها وحجمها وتوقيتها) بعد مباحثات عديدة وجولات حوار مطولة، وأصبحت محور نقاش في الشارع العربي وفي أحاديث وسائل الإعلام العربية والأجنبية على اختلافها. ولعل أحد الأبعاد الكامنة وراء هذا النقاش يكمن في الوقت الحساس الذي تم فيه إبرام وتنفيذ الصفقة، علاوة على النوعية متقدمة الصنع والدقة لهذه الطائرات الحربية، والتي كانت محصورةً فقط على السلاحين الجويين الأميركي والإسرائيلي ومحظورة على العرب.
وعندما وافقت الإدارة الأميركية على بيع هذا السلاح الجوي الحربي المهم والنوعي، أحالت ملف صفقة البيع إلى الكونغرس الأميركي، ليتم السماح بالموافقة عليه بعد إجراء تصويت في الكونغرس على بيع «أف 35» لصالح دولة خليجية عربية لأول مرة، حيث حصلت أخيراً الموافقة وكسبت دولة الإمارات العربية المتحدة الصفقة وتم كل شيء بنجاح، رغم اعتراضات البعض ومحاولتهم التشويش على الصفقة وتعطيلها دون جدوى.
وتعد صفقة طائرات «أف 35» مكسباً نوعياً لحفظ الأمن الخليجي والأمن القومي العربي في هذه الظروف الحساسة، لما لهذا السلاح من قوة رادعة ومؤثرة ومميزة جداً، كونه أفضل أنواع السلاح الجوي المتقدم على المستوى الدفاعي والاستراتيجي العالمي كله.
لقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال امتلاكها طائرات «أف 35» في أن تضم إلى أسطول سلاحها الجوي القوي والمتميز أصلا هذه الطائرات القتالية المتطورة والمتقدمة جداً. ويتوقع أن تقوم بعض الدول العربية تباعاً بالتقدم لشراء مثل هذا النوع من الطائرات الحربية، سواء أكان ذلك بغية تعزيز أمنها الوطني وخدمة منظومة الأمن القومي العربي، فدولة الإمارات أصبحت أول دولة عربية تمتلك هذا السلاح الجوي فائق التطور والدقة والتقدم.
لقد شكلت صفقة طائرات «أف 35» صفعةً لكل الشامتين والمحبطين والمشككين في قدرات العرب على امتلاك أسلحة عالية التطور مثل طائرات «أف 35» العسكرية الأميركية.
وقد جاءت الصفقة في الظروف الراهنة الحساسة التي تمر بها المنطقة، وما تواجهه من تهديدات وتوترات وتصعيدات تفتعلها بعض الدول الإقليمية، مما يفرض على الدول العربية أن تحصن نفسها من أي أعتداء إقليمي يهدد بتقويض الأمن القومي العربي والأمن القومي الخليجي، ولكي لا تكون المنطقة لقمةً سائغة لأصحاب الأجندات الإقليمية وأطماعهم المعروفة للجميع.
والحقيقة المهمة في هذا السياق هي نجاح الصفقة العسكرية وظفر دولة الإمارات بالحصول عليها، يحمل دلالة مهمة على الوضع الذي تتمتع به الإمارات على الصعيدين الإقليمي والعالمي كدولة موثوق في سياساتها وفي نهجها العقلاني القائم على قيم السلم والتعاون وخدمة الاستقرار الإقليمي والعالمي.
* كاتب سعودي