قبل وقت ليس بالبعيد، كان الحديث عن اليوم العالمي لغسل اليدين (Global Handwashing Day)، يقابل بالاستخفاف، وفي بعض الأحيان بالاستهزاء. هذا الوضع تغير بمقدار مئة وثمانين درجة منذ بداية العام، مع اجتياح وباء فيروس كورونا لقارات العالم قاطبةً، وسريانُه في غالبية الدول مثل سريان النار في الهشيم. فبالإضافة إلى ارتداء أقنعة الوجه، والتباعد الاجتماعي، يصنَّف غسل اليدين عدة مرات خلال اليوم، باعتباره من أهم سبل الوقاية ضد العدوى بالفيروس، حيث توصي منظمة الصحة العالمية بغسل اليدين باستمرار باستخدام الماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، خصوصاً بعد استخدام الحمام، أو عند اتساخ اليدين بشكل واضح، وقبل الأكل، وبعد التمخط. كما يوصي مركز التحكم في الأمراض بالولايات المتحدة، باستخدام معقمات اليدين، المحتوية على نسبة 60% على الأقل من الكحول، في حال عدم توفر الماء والصابون فقط. وتتمتع هذه المعقِّمات بخواص مضادة للجراثيم، نتيجة احتوائها على مواد كيميائية فعالة، هي الإيثانول والأيزو-بروبانول، وأحياناً بيروكسيد الهيدروجين أيضاً.
وكان قد تم إطلاق اليوم العالمي الأول لغسل اليدين من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وحدد له الخامس عشر من شهر أكتوبر من كل عام، خلال فعاليات الأسبوع العالمي للماء، والذي عقد حينها في «استكهولم» عام 2008، وهو العام الذي كان قد خصص أصلا كعام دولي للنظافة الشخصية والعامة (International Year of Sanitation).
وقبل زمن كورونا وكوفيد-19، ارتكز اهتمام المجتمع الطبي بغسل اليدين على فعالية هذا الإجراء الشخصي البسيط في الوقاية من الأمراض المُعدية، كمجموعة أمراض الإسهال مثلا. هذه المجموعة من الأمراض، تصيب سنوياً ملياري شخص، أو ما يعادل ثلث أفراد الجنس البشري، وتحتل المرتبة الثالثة على قائمة أسباب الوفيات في الدول الفقيرة، متسببةً في 7 في المئة من جميع الوفيات التي وقعت بين شعوب هذه الدول. وبالنسبة للأطفال، يحتل الإسهال المرتبة الثانية بين أسباب الوفيات في هذه الطائفة العمرية، حيث يتسبب وحده في وفاة 1.5 مليون طفل سنوياً.
وأمام هذه الحقائق، ليس من الصعب إدراك حقيقة أن عادة غسل اليدين بالماء والصابون خلال الأوقات المختلفة، في زمن كورونا أو غيره من الأوقات، يعتبر من أفضل وأهم الإجراءات الشخصية التي يمكن أن تحقق الوقاية من طائفة متنوعة من الميكروبات والجراثيم.