اللغة العربية أقدم اللغات على وجه الأرض، أصل كل اللغات، وهي من يحفظ الإنسان العربي، وينشر حضارته وجوهر ثقافته، هذه اللغة يتحدث بها أكثر من نصف مليار عربي، ويعتنق الإسلام أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، حيث القرآن بلسان عربي فصيح.
اللغة العربية صاحبة الحضارة والثقافة والفكر، قادرة على أن تحقق لنا معادلة النهوض والتقدم والتنمية المستدامة، قادرة على أن تكون منافسة علمياً لعناصر الثقافة والحضارة الأخرى التي تحاول التأثير والتغلغل داخل مجتمعاتنا.
وهنا أذكر ما قاله الفيلسوف والشاعر ومؤرخ الحضارة الألمانية: يوهان جوتفريد هردر في كتابه «أفكار في فلسفة تاريخ الإنسانية»، الذي كتبه بين سنة 1784 وسنة 1791 والذي نقله الدكتور عبدالرحمن بدوي، رحمه الله، في مجلة «العربي» يناير 1984»، حيث يقول: «لو كان عند الغزاة الجرمانيين في أوروبا كتاب كلاسيكي بلغتهم مثل القرآن الكريم عند العرب لما كانت اللغة اللاتينية، قد سادت أبداً، ولما كان الكثير من قبائلهم ضل ضلالاً شاملاً، لكن ما يحدث لهذه الشعوب الجرمانية أن يصير عندها ما صار إليه القرآن عند كل المسلمين».
ويقول د. سليمان العسكري في مقالة «لغتنا العربية بين احتفاء العالم وإهمال أهلها»: «إن النظم التعليمية في الغرب، لكي تضمن تحصيل الطالب تعليماً جيداً يتناسب مع البرامج التعليمية المتطورة التي تقدمها لطلابها، يفترض أن يحصل الطفل منذ المراحل الأولى المبكرة في دراسته عدداً كبيراً من مفردات لغته، وبالتالي يضمن بذلك فهماً وتحصيلاً جيداً، كلما ارتقى في المستوى التعليمي، وزيادة قراراته على التعبير عن نفسه وتحصيله العلمي في المستويات العليا».
ويذكر أحد الباحثين في علم اللغة أنه قام بتأليف كتاب يتعلق بعلم اللغة العربية، وجمع أثناء التأليف المعاجم والقواميس والمراجع العربية والفارسية والغربية على اختلاف أنواعها، فتأكد له أن العربية أعطت جميع اللغات، ووجد أن 90% من الألفاظ الهندسية أصلها عربي.
وينقل الدكتور مصطفى محمود، يرحمه الله، في كتابه «عالم الأسرار»، عن كتاب الدكتورة تحية عبدالعزيز «اللغة العربية أصل اللغات كلها»، أن المؤلفة قضت عشر سنوات تنقب وتبحث في الوثائق والمخطوطات والمراجع والقواميس، حتى وصلت إلى هذا الحكم القطعي.
ويعلق على أهمية الكتاب بقوله: «في نظري، أن هذا الكتاب يعتبر ثروة أكاديمية وفتحاً جديداً في علم اللغويات، يستحق أن يأخذ مكانة بين المراجع المهمة، ومن يمر بعينيه على الجدول الملحق في الكتاب، يلاحظ الألفاظ المشتركة بين اللغة العربية والإنجليزية، والعربية واللاتينية، والعربية والأنجلوساكسونية، والعربية واليونانية، والعربية والإيطالية... إلخ.
وهذا الكم الهائل من الكلمات له أسباب: سعة اللغة العربية وغناها، وضعف اللغات الأخرى وفقرها النسبي، ومن الطبيعي أن يأخذ الفقير من الغني.
ـ. ـ ـ. ـ
*كاتب إماراتي