أحمد عاطف (القاهرة)
قالت المتحدثة باسم تنسيقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» في سوريا، أولجا تشيريفكو، إن إعادة بناء سوريا تحتاج إلى نهج شامل خاصة أن الوضع الإنساني في البلاد لا يزال الأكثر تعقيداً وصعوبة على مستوى العالم، مع تزايد التحديات التي تواجه الشعب السوري بعد أكثر من عقد من الصراع، مؤكدة أن سوريا شهدت واحدة من أكبر أزمات النزوح على مستوى العالم.
وأوضحت تشيريفكو، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن السوريين يعانون لتأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الطعام والتدفئة والخدمات الأساسية وسبل العيش، على مدى أكثر من عقد، لافتة إلى أن تداعيات النزاع في غزة والأزمة اللبنانية، وجائحة كوفيد- 19، وتداعيات أزمة أوكرانيا، كلها ساهمت في وصول الاقتصاد السوري إلى حالة يُرثى لها.
وأضافت أنه مع بدء سوريا فصلاً جديداً، يجب أن تسترشد عملية التأهيل وإعادة الإعمار بمبادئ الشمولية والاستدامة والعدالة لتلبية احتياجات جميع السوريين، مع التركيز على الاستثمارات في التعليم، والرعاية الصحية، وسبل العيش، وتنمية المجتمع لتمكين السوريين ووضع الأسس للسلام الدائم والازدهار.
وحسب تشيريفكو، فإن سوريا تمثل واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، حيث تم تهجير أكثر من 13 مليون شخص من منازلهم خلال الـ14 عاماً الماضية، سواء داخل سوريا أو خارجها، وحين يعودون يجدون منازل مدمرة وبلداً أنهكته الحرب.
وفي السياق، غادر نحو 35 ألف لاجئ سوري تركيا للعودة إلى وطنهم، بحسب تقديرات رسمية تركية.
وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، لقناة «إن تي في» التركية، إن هذا يعني أن عدد الأشخاص الذين غادروا تركيا منذ بداية ديسمبر الفائت يعادل نفس عددهم في فترة ثلاثة أشهر عادية.
وحثت المتحدثة باسم أوتشا الدول المجاورة على دعم سوريا عبر المساعدات الإنسانية وتسهيل حركة العاملين في المجال الإنساني وتمويل خطة الاستجابة والتي لا تزال منخفضة للغاية، مؤكدة ضرورة تشجيع المانحين على زيادة التمويل لتخفيف معاناة الملايين وتحقيق الاستقرار في البلاد، حيث يعيش 90% من السكان تحت خط الفقر.