الأربعاء 1 يناير 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصومال 2024.. نجاح الحرب على الإرهاب وتطهير مناطق من «حركة الشباب»

أفراد من الجيش الصومالي (أرشيفية)
29 ديسمبر 2024 20:50

أحمد شعبان (القاهرة)
بذلت الصومال جهوداً واسعة في الحرب على الإرهاب خلال العام 2024، وحققت نجاحات كبيرة توجت بانسحاب 15 ألف جندي من قوات حفظ السلام الأفريقية «أتميس» المتمركزة فيها منذ سنوات بعد سيطرة القوات الوطنية الصومالية على 21 قاعدة، ما يشكل تحولاً وخطوة أساسية في طريق الصومال نحو إدارة الأمن ذاتياً.
 وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، قد أعلن منذ توليه الحكم، عن أن الأولوية القصوى له هي مكافحة التنظيمات الإرهابية الموجودة في البلاد منذ 15 عاماً، وعلى رأسها «حركة الشباب» التابعة لتنظيم القاعدة.
وفي 19 يوليو 2024، أصدرت اللجنة الوطنية لمنع غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الصومال قائمة عقوبات تستهدف 8 من ميليشيات «حركة الشباب»، كما أطلق الجيش الصومالي، قبل نحو عام، حرباً شاملة، بمساعدة «المقاومة الشعبية»، لتحرير البلاد من سيطرة الجماعة الإرهابية. 
وأسفرت العمليات العسكرية الأخيرة عن مقتل المئات من قادة وعناصر الحركة، التي فقدت السيطرة على كثير من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها في جنوب ووسط البلاد، كما نجحت قوات الأمن الصومالية، في الأشهر الماضية، في استعادتها.
وشهد العام 2024 عمليات موسعة للحكومة والجيش الصومالي لاستهداف حركة الشباب، وفي 8 أكتوبر 2024 قتل 86 عنصراً من عناصر الحركة في عمليتين عسكريتين بمحافظتي غلغدود وشبيلي الوسطى، وتدمير قاعدة لعناصر التنظيم.
وفي أكتوبر أيضاً، أعلنت وزارة الدفاع الصومالية أن قواتها، بدعم من شركاء محليين ودوليين، نفذت عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد «الشباب»، أسفرت عن مقتل أكثر من 95 من عناصرها، كما استعادت القوات خمس قرى من قبضة الحركة.
وفي 13 نوفمبر 2024، أعلنت السلطات الصومالية مقتل أكثر من 20 عنصراً إرهابياً وتدمير ثلاث مركبات كانت تقل معدات عسكرية. وفي 17 ديسمبر، قتل الجيش الصومالي 30 مسلحاً من قادة وعناصر الحركة، بمحافظة شبيلي الوسطى والمناطق المحيطة بها في جنوب شرقي البلاد، وتم تطهير المنطقة من المسلحين.
وفي خطوة دولية تؤكد نجاح الحرب على الإرهاب، فازت الصومال في يونيو 2024، بمقعد في مجلس الأمن الدولي ضمن 5 دول بعضوية غير دائمة للعامين 2025 و2026 بعد انتخابات لم تشهد أي منافسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بغالبية 178 صوتاً عن مقعد للمجموعة الأفريقية.
كما وقع وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، على اتفاقية الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة الدولية، وتعزز هذه الخطوة جهود الصومال في مكافحة الجريمة، وتعزيز التعاون في الأمن الدولي.
وفي إطار المساعي الدولية لدعم الحكومة الصومالية في مواجهة التحديات الأمنية التي تفرضها الجماعات المسلحة، ناقشت الولايات المتحدة مع حلفائها، في الأول من أكتوبر 2024، الحاجة الملحة لاستكمال خطط إنشاء بعثة جديدة للاتحاد الأفريقي في الصومال تحل محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية «أتميس». 
وأشارت إحصائية حديثة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إلى انخفاض العمليات الإرهابية في الصومال خلال نوفمبر، بسبب تعزيز الشراكة الأمنية بين الحكومة والجهات الخارجية الداعمة لها، وتطوير آليات دعم الأجهزة الأمنية الوطنية في التصدي للجماعات المتطرفة، وبلغ عدد قتلى عناصر حركة الشباب 106 أشخاص، و32 معتقلاً.
وسعى الصومال إلى توسيع تحالفاته الإقليمية، وتنسيق الجهود الأمنية مع دول الجوار المساهِمة في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة لحفظ السلام بالصومال، والتي تبدأ مهمتها في يناير 2025.
وفي 25 أكتوبر 2024، أقدمت السلطات في الصومال على تركيب الآلاف من كاميرات المراقبة الأمنية في أنحاء العاصمة مقديشو، في خطوة تستهدف رصد أنشطة مسلحي «حركة الشباب» وطمأنة السكان.
وقال المحلل السياسي الصومالي، ياسين سعيد، إن الحكومة الصومالية والجيش الوطني حققا نجاحات ملحوظة في مكافحة الإرهاب خلال العام 2024، خاصة ضد حركة الشباب، حيث تمكنت القوات من تحرير مناطق استراتيجية وتوجيه ضربات موجعة للتنظيم.
وأوضح ياسين في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الجيش الصومالي لا يواجه فقط جماعات مسلحة، بل أيضا عدواً منظماً لديه أفكار أيديولوجية عابرة للحدود، ويستمد قوته من أحداث دولية، لافتاً إلى أن حركة الشباب تؤمن بأن القوات الأجنبية لن تبقى إلى الأبد، وأن انسحابها سيمنحها فرصة لاستعادة السيطرة.
وشدد على أن أفكار حركة الشباب، تجعل المرحلة الحالية أكثر تعقيداً وخطورة، لأن الحرب لا تقتصر على الميدان العسكري، بل تشمل معركة فكرية وأمنية طويلة الأمد، مؤكداً أن الواقع يُظهر أن النجاحات العسكرية وحدها ليست كافية، وأن الصومال بحاجة إلى توحيد الجهود السياسية، والاستثمار في قدرات الجيش، وتطوير استراتيجيات تشمل الجوانب الفكرية والاقتصادية والاجتماعية لضمان استقرار دائم ومستدام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©