أحمد عاطف (واشنطن، القاهرة)
قبل تسعة أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، يحشد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب أنصاره في ماديسون سكوير غاردن الشهيرة في نيويورك، في حين تخطط منافسته كامالا هاريس للانتقال «من حي إلى حي»، لتحفيز الناخبين بفيلادلفيا، بولاية بنسلفانيا. ويحاول المرشحان جاهدين إقناع الناخبين في واحدة من أكثر المعارك الانتخابية إثارة في الولايات المتحدة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تعادلهما قبل عملية الاقتراع التي ستجري في الخامس من نوفمبر. ومن المتوقع أن يحظى تجمّع ترامب في قاعة ماديسون سكوير غاردن، بتغطية إعلامية واسعة في نيويورك، والتي لا تزال معقلاً قوياً للديمقراطيين. وبينما أظهر عدد من الشخصيات المعروفة دعمه للمرشحة الديمقراطية في الأيام الأخيرة، يأمل ترامب في استعراض زخم حملته الانتخابية بوجود أنصاره في الساحة الأكثر شهرة في العالم.
وخلال فعالية انتخابية بولاية ميشيغان، حذرت السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة، ميشيل أوباما، من أن حقوق المرأة قد تكون في خطر في حال فاز المرشح الرئاسي الجمهوري، دونالد ترامب، بفترة ولاية ثانية في البيت الأبيض.
وتأمل هاريس في الدعوة إلى التصويت «من حي إلى حي» وفقاً لفريق حملتها، مع التركيز على ذوي الأصول الأفريقية واللاتينيين، بنية جذب أكبر قدر من الأصوات في ولاية بنسلفانيا الحاسمة.
وخطّطت المرشحة الديمقراطية ليوم حافل بالمناسبات الانتخابية في أكبر مدينة في بنسلفانيا، من بينها التوقف في كنيسة وصالون حلاقة ومطعم بورتوريكي.
وفي تطور غير متوقع، حصل دونالد ترامب، على دعم من الناخبين العرب في ولاية ميشيغان، وهي ولاية محورية في الانتخابات.
ورحب ترامب، خلال تجمع انتخابي أمس، بأعضاء من الجالية الذين أعلنوا تأييدهم العلني له، مضيفاً أن الناخبين العرب ينضمون إلى حملته بأعداد أكبر من أي وقت مضى. وأعرب ترامب عن دهشته من هذا التأييد، نظراً لدعم هذه الجالية التقليدي للديمقراطيين، لكنه أشار إلى حدوث تغيير بسبب عدم الرضا عن نائبة الرئيس كامالا هاريس، كمرشحة.
وتستخدم حملة ترامب استراتيجية جديدة تركز بشكل غير مسبوق على استهداف الناخبين الذين لا يشاركون في كل دورة انتخابية عبر فرق الطرق على الأبواب في سبع ولايات متأرجحة.
ووصف محللون سياسيون لـ«الاتحاد» استراتيجية استهداف الناخبين غير المنتظمين بالذكية عالية المخاطر، حيث يمكنها جلب موجة جديدة من الناخبين، لكنها قد تفشل أيضاً إذا بقي هؤلاء المستهدفون في منازلهم وهو ما يعني هدراً للجهود والأموال.
وقال المحلل السياسي الأميركي تشارلز باومان لـ«الاتحاد»، إن العامل الأكبر لنجاح تلك الاستراتيجية هي مدى قوة الرسالة من قبل ترامب فإذا كانت حماسية بما يكفي لتحريكهم نحو التصويت، فإنه سيضمن أصواتهم.
من جانبه، يسلط المحلل السياسي الأميركي ديفين أوسوليفان الضوء على تأثير عامل السن للمرشح على الناخبين غير المنتظمين، موضحاً، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هاريس تبدو أكثر حيوية بسبب فارق العمر ما يجعل الناخبين غير المنتظمين إما يفضلون ترشيحها أو عدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع من الأساس، وبالتالي تكون جهود حملة ترامب في استمالتهم غير مجدية. ويؤكد الخبير الجيوسياسي ديفيد بينيون، الأهمية الاستراتيجية للعدد الكبير من الناخبين غير المنتظمين في انتخابات هذا العام فقد استقبلت الولايات حوالي 31 مليون ناخب جديد مؤهلين منذ انتخابات 2020، وخلال السنوات الأربع الماضية تغيرت تركيبة الناخبين في معظم الولايات بطرق لا تزال غير معروفة، بما في ذلك سكان الولايات المتأرجحة.
وقال ديفيد لـ«الاتحاد»، إنه حسب الدراسات، فإن الناخب غير المهتم على الأغلب يكون شاباً أو أنثى دون شهادة جامعية، مع تزايد احتمالية أن يكون من الأقليات، وترامب كان يتمتع سابقًا بتفوق بسيط بين تلك الشرائح، لكن الوضع قد يكون متغيراً تلك المرة.